للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنّما طَعَن مَن طَعَن منهم في تأمير أُسامة لِصِغَر سِنِّه، فقد أخرج ابن سعد، وابن أبي خيثمة، والبغوي:

[٢٠] "أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم استعمله وهو ابن ثماني عشرة سنة"١.

وكذلك لوجود بعض كبار الصحابة وأهل الفضل منهم تحت إمرته، فكأنّهم رأوا أنّه كيف يتأمَّر عليهم وهم أفضل سابقة، وأكبر سنّاً، وأقرب موقعاً من النّبيّ صلى الله عليه وسلم، كأبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه , وأبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه.


١ أخرجه ابن سعد (طبقات ٤/٦٦) ، من حديث حنش بن الحارث بن لقيط.
قلت: منقطع.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (السفر الثاني: ق ٤ أ، ب) والبغوي في معجم الصحابة من طريق ابن أبي خيثمة. ونقله ابن عساكر (تاريخ ٢/٦٨٢) ، وذلك عن المصعب بن عبد الله الزبيري نحوه.
قلت: ولم أجد هذه الرواية في كتاب الزبيري المتداول نسب قريش، فلعلّه في كتابه الآخر المفقود. (النسب الكبير) .
قال الحلبي (سيرة ٣/٢٢٧) : "وقيل: تسعة عشرة سنة، وقيل: سبعة عشرة سنة". ويؤيّد ذلك أن الخليفة المهدي لمّا دخل البصرة، رأى إياس بن معاوية الذي يضرب به المثل في الذكاء وهو صبيّ، وخلفه أربعمائة من العلماء أصحاب الطيالسة. فقال المهدي: أفٍ لهذه العثانين، أمّا كان فيهم شيخ يتقدّم غير هذا الحدث؟ ثُمّ التفت إليه المهدي، وقال: كَم سنّك يا فتى؟ فقال: سنّي أطال الله بقاء أمير المؤمنين، سن أُسامة ابن زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهما لمّا ولاّه رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً فيه أبو بكر، وعمر بن الخطّاب رضي الله عنه. فقال: تقدّم بارك الله فيك. وكان سنه سبع عشر سنة".

<<  <   >  >>