للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر فيه قصة أسره لامرأةٍ من بني فزارة، ومعها ابنة لها من أحسن العرب، وأنَّ أبا بكر نفله إيَّاها، وأنه قدم بها المدينة، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله إيَّاها فوهبها له، فبعَثَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدى بها ناساً من المسلمين كانوا أسرى بمكة١.وحاول المتأخرون من أهل المغازي الجمع، أو ترجيح إحدى الروايتين على الأُخرى، فقد نقل الحلبي، والزرقاني عن الشامي الجمع بين الروايتين حيث قال: "يُحتمل أنَّهما سريتان، اتَّفق لسلمة بن الأكوع فيهما ذلك، أي إحداهما لأبي بكر، والأخرى لزيد بن حارثة، ويؤيد ذلك أنَّ في سرية أبي بكر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعَثَ ببنت أُمّ قرفة إلى مكة ففدى بها أسرى كانوا في أيدي المشركين، وفي سرية زيد وهبها لخاله حزن بمكة. قال: ولم أرَ من تعرَّض لتحرير ذلك"٢.


١ مِمَّا يجدر ذكره أنَّ أهل المغازي لم يذكروا سريَّة أبا بكر رضي الله عنه لبني فزارة، ما عدا ابن سعد (الطبقات ٢/١١٨) الذي عَنْوَن لها ب (سرية أبي بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - إلى بني كلاب بنجد"، ثُمَّ يسوق بسنده عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - حديثه عن سرية أبي بكر - رضي الله عنه - إلى بني فزارة.
٢ انظر: الحلبي: سيرة ٣/١٨١، الزرقاني: شرح ٢/١٦٤.

<<  <   >  >>