للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعقَّبه الحلبي، والزرقاني، بأنَّ في هذا الجمع نظراً؛ لأنه يقتضي أنَّ أُمَ قرفة تعدَّدت، وأنَّ كُلَّ واحدة كانت لها بنت جميلة، وأنَّ سلمة بن الأكوع أسرهما، وأنَّه صلى الله عليه وسلم أخذهما منه. وفي ذلك بعد، إلاَّ أن يُقال: لا تعدُّد لأُمّ قرفة وتسمية المرأة في سرية أبي بكر أُمّ قرفة وَهَمٌ مِن بعض الرواة، ويدل عليه أنَّ بعضهم أوردها ولم يسم المرأة أُمّ قرفة، بل قال: فيهم امرأة من بني فزارة معها ابنة لها من أحسن العرب١.

وفيه توهيم رواية الصحيح بلا حُجَّة، فإنَّ تسميتها فيه من زيادة الثقة، فما في الصحيح أصحَّ كما قال السهيلي٢.

قلت: رجَّح السُهيلي ما ورد في روايات أهل الحديث حول الجارية التي استوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلمة ففدى بها أسيرين من المسلمين كانوا بمكّة على روايات أهل المغازي، ومنهم ابن إسحاق، الذين ذكروا أنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهبها لخاله حزن بمكّة٣، ووافقه الزرقاني على ذلك مُعَمّماً هذا الحكم على باقي الرواة وبخاصّةً كون القائد أبا بكر الصّدّيق - رضي الله عنه، وليس زيد ابن حارثة - رضي الله عنه، كما ذكرت روايات أهل المغازي٤.


١ الحلبي: سيرة ٣/١٨٢.
٢ الزرقاني: شرح ٢/١٦٤.
٣ السهيلي: الروض ٧/٥٢٨.
٤ الزرقاني: شرح ٢/١٦٤.

<<  <   >  >>