٤- وضح من خلال سياق الأحداث حول بعض السرايا والبعوث اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بوسائل الحرب الاستخبارتية وتمثل ذلك في بثّ العيون، وتوظيف الأدلاء، وبعث الطلائع إلى أرض العدوّ لجمع المعلومات عنه، وفي ذلك درس بليغ للأمة بالاهتمام بهذه الوسائل وغيرها من الأسباب الشرعية، وتطبيقها في حربها مع أعدائها لما تمثله من أهمية بالغة بالنسبة لعوامل النصر وأسبابه.
٥- تميّزت بعض السرايا والبعوث ببعض الابتكارات النبوية العسكرية، مثل الشعار في المعركة، والهجوم الفجري المباغت، وغير ذلك، وهي دروس استفادها وطبقها قادة تلك السرايا من توصيات النبي صلى الله عليه وسلم، وتطبيقاته في غزواته.
٦- وضح من خلال أحداث بعض السرايا والبعوث الدور العظيم الذي كان يتميز به المسجد النبوي الشريف، حيث كان بمثابة جامعة عظيمة تعقد فيه مجالس العلم والذكر، ويلتقي فيه الصحابة رضي الله عنهم بمعلمهم العظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أنه كان عبارة عن قاعدة عسكرية تنطلق منه السرايا والبعوث النبوية، وتعقد فيه مراسم تولية قادة تلك السرايا والبعوث، مما يدل على دقة التنظيم في إعداد السرايا وبعثها، وإن ذلك كان يتم وفق خطة مدروسة منظمة بعيداً عن العشوائية والارتجال كما يزعم البعض.