للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث أبي هريرة: "لتخرجنكم الروم منها كفراً كفراً إلى سُنْبُك١ من الأرض، قيل: وما ذاك السُّنْبُك؟ قال: حِسْمى جذام".

وفي الحديث: "بشِّر ركيب السُعاة بقطعٍ من جهنَّم مثل قور حِسْمى " قال القتبي: وحسمى: بلد جذام.

وقال في الصحاح: "حِسْمى أرض بالبادية غليظة لا خير فيها، تنْزلها جذام، وفيها جبال شواهق ملس الجوانب، لا يكاد القتام٢ يُفارقها".

وفي أخبار المتنبي وحكاية سيره من مصر إلى العراق قال: حسمى أرض طيبة تؤدى لين النخلة من لينها، وتنبت جميع النبات، مملوءة جبالاً في كبد السماء متناوحة٣ملس الجوانب، إذا أراد الناظر النظر إلى قُلَّة أحدها قلَّ عنقه حتَّى يراها بشدة، ومنها ما لا يقدر أحد أن يراه ولا يصعده، ولا يكاد القتام يفارقها، ولهذا قال النابغة:

فأصبح عاقلاً بجبال حسمى دقاق التُّرب محتزم القتام

قال ياقوت: "واختلف الناس في تفسيره ولم يعلموه، ويكون

مسيرة ثلاثة أيام في يومين، يعرفها مَنْ رآها مِن حيث يراها، لأنَّها لا مثل لها في الدنيا، ومن جبال حِسمى يُعرف ب "إرم" عظيم العلو، تزعم أهل


١ السُّنْبُك: الأرض الغليظة القليلة الخير، شبه الأرض في غلظها بسُنْبُك الدَّابة وهو طرف حافرها. القاموس المحيط، مادة (سنبك) ، والنهاية: ٢/١٩٤.
٢ القتام: الغبار. القاموس، واللسان، مادة (قتم) .
قلت: والمقصود به هنا السحاب، أو الضباب، لأنه يكثر في الجبال المرتفعة.
٣ التناوح: التقابل، ومتناوحة أي متقابلة. القاموس: تنح.

<<  <   >  >>