قال ابن عدي بعد أن ساقه وغيره من الأحاديث: "وهذه الأحاديث عن أيوب بهذا الإسناد ليست هي محفوظة". وعاصم بن هلال ضعفه ابن معين ووهَّاه النسائي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "٤/ ٧-٨"، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" "٢/ ١٢٣" عن طريق سليمان بن الحجاج، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: "نَهِيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ طعام المباهاة وطعام المتبارين". وسليمان بن الحجاج الغالب على حديثه الوهم، كما قال العقيلي، وأورد الذهبي في "الميزان" "٢/ ١٩٨" هذا الحديث في ترجمته، وقال: "لا يُعرَف، عداده في أهل الطائف". وقال العقيلي عقبه: "يروي عن الزبير بن خريت، عن عكرمة، عن ابن عباس، رفعه٩ بعضهم وأوقفه بعضهم على عكرمة؛ الصحيح الموقوف". قلت: وهو مما فات أبو حفص الموصلي في "الوقوف على الموقوف"، فدار الحديث من رواية الثقات على الزبير بن خريت، ولذا لما سأل علي ابن المديني أبا داود سليمان بن عمرو النخعي الكذاب عن الحديث، قال له: "عكرمة، إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن طعام المتباريين". قال: "حدثنا خصيف، عن عكرمة". قال ابن المديني: "فبان أمره، ولم يروِ هذا غير الزبير بن الخريت"، كذا في "تاريخ بغداد" "٩/ ١٧-١٨"، وتصحف فيه "المتباريين" إلى المتنازين" فلتصحح. إلا أن الحديث شاهدا بإسناد صحيح، أخرجه ابن السماك في "جزء من حديثه"، "ق ٦٤/ أ" كما في "الصحيحة" "رقم ٦٢٦"، وابن لال والديلمي كما في "فيض القدير" "٦/ ٢٥٩"، والبيهقي في "الشعب" "٥/ ١٢٩/ رقم ٦٠٦٨" من حديث أبي هريرة مرفوعا: "المتباريان لا يجابان ولا يؤكل طعامهما". وقال الخطابي في "معالم السنن" "٤/ ٢٤٠" في شرح الحديث: "وإنما كره ذلك؛ لما فيه من الرياء والمباهاة، ولأنه داخل في جملة ما نهى عنه من أكل المال بالباطل".