للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّوْعُ الثَّانِي: فِي بَيَانِ قَصْدِ الشَّارِعِ فِي وَضْعِ الشَّرِيعَةِ لِلْإِفْهَامِ

وَيَتَضَمَّنُ مَسَائِلَ١

الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى:

إِنَّ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ الْمُبَارَكَةَ عَرَبِيَّةٌ، لَا مَدْخَلَ فِيهَا لِلْأَلْسُنِ الْعَجَمِيَّةِ، وَهَذَا- وَإِنْ كَانَ مُبَيَّنًا فِي أُصُولِ الْفِقْهِ، وَأَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ فِيهِ كَلِمَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ عِنْدَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأُصُولِيِّينَ٢، أَوْ فِيهِ أَلْفَاظٌ أَعْجَمِيَّةٌ تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ، وَجَاءَ الْقُرْآنُ عَلَى وَفْقِ ذَلِكَ، فَوَقَعَ فِيهِ الْمُعَرَّبُ الَّذِي لَيْسَ مِنْ أَصْلِ كَلَامِهَا-، فَإِنَّ هَذَا البحث


١ المسائل الخمس الأولى تحتوي على مبادئ قيمة وضرورية في فهم القرآن والسنة وتحصيل مقاصدها، وهي ليست من المقاصد، وإنما هي ضوابط لفهم مقاصد الشارع، وقد بحث المصنف المسألة الأولى في كتابه "الاعتصام" "٢/ ٢٩٣- ٢٩٧"، وأفاد أنها من "الأدوات التي بها تفهم المقاصد".
٢ وعلى رأسهم الإمام الشافعي في "الرسالة" "٥٠"، وأبو عبيدة معمر بن المثنى في "مجاز القرآن"
١/ ١٧، ٢٨"، والطبري في "تفسيره" "١/ ٨"، وابن فارس في "الصاحبي" "٦٠ - ٦٢"، وابن العربي في "أحكام القرآن" "٤/ ١٦٥٢- ١٦٥٣"، وانظر: "البرهان في علوم القرآن". "١/ ٢٤٩"، و"روضة الناظر" "١/ ١٨٤- ١٨٥"، و"المسودة" "١٧٤"، و"مجموع فتاوى ابن تيمية" "٣٢/ ٢٥٥"، و"الإتقان" "١/ ١٣٦ وما بعدها"، و"الكتاب والسنة من مصادر الفقه الإسلامي" "ص ٤١- ٤٣" لمحمد البنا، ط مطابع سجل العرب، ط الثالثة، سنة ١٩٦٩م، و"من الدراسات القرآنية" لعبد العال سالم مكرم "ص ٤٩- ٦٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>