للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ" ١.

وَقَالَ: "وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ؛ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" ٢.

وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْعِبَادَاتِ فِيهَا فَوَائِدُ أُخْرَوِيَّةٌ وَهِيَ الْعَامَّةُ، وَفَوَائِدُ دُنْيَوِيَّةٌ، وَهِيَ كُلُّهَا تَابِعَةٌ٣ لِلْفَائِدَةِ الْأَصْلِيَّةِ، وَهِيَ الِانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ لِلَّهِ كَمَا تَقَدَّمَ وَبَعْدَ هَذَا يَتْبَعُ الْقَصْدُ الْأَصْلِيُّ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ مِنْ فَوَائِدِهَا وَسِوَاهَا، وَهِيَ تَابِعَةٌ؛ فَيُنْظَرُ فِيهَا بِحَسَبِ التَّقْسِيمِ الْمُتَقَدِّمِ؛ فَالْأَوَّلُ وَهُوَ الْمُؤَكِّدُ كَطَلَبِ الْأَجْرِ الْعَامِّ أَوِ الْخَاصِّ، وَضِدُّهُ كَطَلَبِ الْمَالِ وَالْجَاهِ؛ فَإِنَّ هَذَا الْقِسْمَ لَا يَتَأَكَّدُ بِهِ الْمَقْصِدُ الْأَصْلِيُّ، بَلْ هُوَ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ، والثالث كطلب قطع الشهوة بالصيام، وسائر


١ أخرجه البخاري في "الصحيح" "كتاب الصوم، باب فضل الصوم، ٤/ ١٠٣/ رقم ١٨٩٤، وباب هل يقول إني صائم إذا شُتم، ٤/ ١١٨/ رقم ١٩٠٤"، ومسلم في "صحيحه" "كتاب الصيام، باب فضل الصيام، ٢/ ٨٠٦" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
٢ أخرج البخاري في "الصحيح" "كتاب الصوم، باب الريان للصائمين، ٤/ ١١١/ رقم ١٨٩٦"، مسلم في "الصحيح" "كتاب الصيام، باب فضل الصيام، ٢/ ٨٠٨/ رقم ١١٥٢" من حديث سهل بن سعد مرفوعا: "إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم؛ أغلق فلم يدخل منه أحد".
وأخرجه البخاري في "صحيحه" "كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا ... "، رقم ٣٦٦٦"، ومسلم في "صحيحه" "كتاب الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، رقم ١٠٢٧" من حديث أبي هريرة بلفظ: "من أنفق زوجين في سبيل الله ... "، وفيه: "ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان".
٣ في "ط": "كلها توابع".

<<  <  ج: ص:  >  >>