للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ رَجُلٌ يَسْأَلُ أَبَا الدَّرْدَاءِ؛ فَقَالَ لَهُ: كُلُّ مَا تَسْأَلُ عَنْهُ تَعْمَلُ بِهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا تَصْنَعُ بِازْدِيَادِ حُجَّة اللَّهِ عَلَيْكَ؟ ١.

وَقَالَ الْحَسَنُ: "اعْتَبِرُوا النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَدَعُوا أَقْوَالَهُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَدَعْ قَوْلًا إِلَّا جَعَلَ عَلَيْهِ دَلِيلًا مِنْ عَمَلٍ يُصَدِّقُهُ أَوْ يُكَذِّبُهُ، فَإِذَا سَمِعْتَ قَوْلًا حَسَنًا؛ فَرويدا بِصَاحِبِهِ، فَإِنْ وَافَقَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ؛ فنِعْم ونعمةَ عَين"٢.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: "إِنَّ النَّاسَ أَحْسَنُوا الْقَوْلَ كُلَّهُمْ, فَمَنْ وَافَقَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ؛ [فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ حَظَّهُ، وَمَنْ خَالَفَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ] ٣؛ فَإِنَّمَا يُوبِّخ نَفْسَهُ"٤.

وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: "إِنَّمَا يُطْلَبُ الْحَدِيثُ ليُتَّقى بِهِ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلِذَلِكَ فُضِّل عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْعُلُومِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ كَانَ كَسَائِرِ الْأَشْيَاءِ"٥.

وَذَكَرَ مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: "أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا


١ ذكره ابن عبد البر في "الجامع" "رقم ١٢٣٢".
٢ أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" "رقم ٧٧"، ومن طريقه ابن عبد البر في "الجامع" "رقم ١٢٣٤"، وفيه يحيى بن المختار، قال عنه ابن حجر في "التقريب": "مستور".
٣ ساقطة من الأصل، واستشكل الناسخ السياق؛ فكتب في الهامش: قوله: "يوبخ نفسه" كذا في النسخ!! وهو إما تحريف، أو مرتب على كلام نقص من هذه النسخ.
٤ قلت: وفي "خ": "يربح نفسه"!! أخرجه ابن المبارك في "الزهد" "رقم ٧٥" -ومن طريقه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"، وابن أبي الدنيا في "الصمت" "رقم ٦٢٧"، وابن عبد البر في "الجامع" "رقم ١٢٣٣"- ووكيع في "الزهد" "رقم ٢٦٦" -ومن طريقه أحمد في "الزهد" "٢/ ١٠٨"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "٦/ ٤١٤-٤١٥"- من طريقين عن ابن مسعود، أحدهما حسن. وذكر ابن قتيبة في "عيون الأخبار" "٤/ ١٧٩" عن زبيد اليامي؛ قال: "أسكتتني كلمة ابن مسعود عشرين سنة ... " وذكرها.
٥ أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" "رقم ١١٥٢، ١١٥٩"، وأبو نعيم "٦/ ٣٦٢، ٣٦٦"، والبيهقي في "المدخل" "٤٧٠"، وتمام في "الفوائد" "٩٧- روض"، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" "٢٩٨، ٢٩٩" بإسناد حسن بألفاظ، مضى واحد منها في "ص٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>