للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكَانَ عَلَى خِلَافِ مَا نَدَبَ الشَّرْعُ إِلَيْهِ؛ فَفِي الْحَدِيثِ: "إِذَا أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ؛ فَأَوْسِعُوا على أنفسكم" ١، و: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ" ٢، وَقَوْلِهِ فِي الْآخَرِ حِينَ حَسَّنَ مِنْ هَيْئَتِهِ: "أَلَيْسَ هَذَا أَحْسَنُ؟ " ٣، وَقَوْلِهِ: "إِنَّ اللَّهَ


١ أخرجه البخاري في "الصحيح" "كتاب الصلاة، باب الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء ١/ ٤٧٥/ رقم ٣٦٥" عن أبي هريرة ضمن حديث، فيه: "إذا وسع الله فأوسعوا ".
وأخرجه النسائي في "المجتبى" "كتاب الزكاة، باب الحنطة، ٥/ ٥٢-٥٣" عن ابن عباس ضمن حديث آخر، في آخره: "قال علي: أما إذا أوسع الله, فأوسعوا".
وأخرج مالك في "الموطأ" "٢/ ٩١١" بسند صحيح إلى عمر -رضي الله عنه- قال: "إذا أوسع الله عليكم؛ فأوسعوا على أنفسكم ".
٢ أخرجه الترمذي في "الجامع" "أبواب الأدب، باب ما جاء أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ٥/ ١٢٣-١٢٤/ رقم ٢٨١٩" -وقال: "هذا حديث حسن"- والطيالسي في "المسند" "رقم ٢٢٦١"، والحاكم في "المستدرك" "٤/ ١٣٥"، وابن أبي الدنيا في "الشكر" "رقم ٥١"، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، والحديث حسن، وله شواهد كثيرة؛ منها: حديث عمران بن حصين, أخرجه أحمد في "المسند" "٤/ ٤٣٨"، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" "٤/ ٢٩١ و٧/ ١٠"، والطحاوي في "المشكل" "٤/ ١٥١"، والحاكم في "المعرفة" "ص١٦١"، والطبراني في "الكبير" "١٨/ ١٣٥"، وابن أبي الدنيا في "الشكر" "رقم ٥٠" بلفظ: "إذا أنعم الله -عز وجل- على عبده نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"، وإسناده صحيح.
وانظر سائر الشواهد في "المجمع" "٥/ ١٣٢-١٣٣"، و"غاية المرام" "رقم ٧٥".
٣ أخرجه مالك في "الموطأ" "٢/ ٩٤٩" من طريق عطاء بن يسار؛ قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية؛ فأشار إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل، ثم رجع؛ فقال النبي, صلى الله عليه وسلم: "أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان".
وإسناده ضعيف بهذا اللفظ؛ لإرساله، وسائر رجاله ثقات.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" "٥/ ٥٠": "ولا خلاف عن مالك أن هذا الحديث مرسل، =

<<  <  ج: ص:  >  >>