٢ الحكمة والوعظ والجدل يتوقف عليها إصابة الدعوة وإرشاد الخلق، ولو لم يكن عندهم قوة فيها ولا ولع بها؛ لأنها دعوة إلى هدم عقائد، وتصحيح معارف، وتمهيد طريق جديد للسير عليه في طريق عبادة الله وحده، وطريق معاملتهم بعضهم لبعض، فلا بد لها من اجتماع هذه القوى الثلاثة لوصول إلى الغاية من الرسالة، وعلى كل حال، فليس بلازم في كون الشريعة أمية أن تكون جاءت مسايرة لهم في شئونهم، بل معنى كونها أمية ما قدمناه في أول المسألة، وأما كون ما جاءت به كان عندهم منه شيء أو لم يكن، فهذا لا شأن له بهذا المبحث، ولا يتوقف عليه. "د". ٣ انظر في معنى كون الأمة المحمدية أمة أمية: "مجموع فتاوى ابن تيمية" "١٦/ ١٩٠، ١٧/ ٤٣٤- ٤٣٦ و٢٥ / ١٦٩- ١٧٢"، و"أحكام القرآن" "٣/ ٤٤٣" للجصاص، و"تفسير القرطبي" "٧/ ٢٩٨"، و"البحر المحيط" "٤/ ٤٠٣" لأبي حيان، و"روح البيان" "٣/ ٢٥٥"، والتحرير والتنوير" "٩/ ١٣٣".