للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإسلام إلى الناس. . لماذا لا يتجه إلى رجل الشارع، فليس الإسلام قاصرًا على رواد المساجد دون رجل الشارع ... كان مثار دهشة حين اقترح حسن البنا أن تبلغ الدعوة إلى رواد المقاهي، قيل: إن أصحاب المقاهي من جهة - لا يسمحون بذلك ويعارضون فيه لأنه يعطل أشغالهم، ومن جهة أخرى - فإن جمهور الجالسين على المقاهي قومن منصرفون إلى ما هم فيه، وليس أثقل على نفوسهم من الوعظ، فكيف نتحدث في الدين والأخلاق لقوم لا يفكرون إلا في هذا اللهو الذي انصرفوا إليه؟.

يقول الإمام الشهيد في " مذكرات الدعوة والداعية ":

«وَكُنْتُ أُخَالِفُهُمْ فِي هَذِهِ النَّظْرَةِ، وَأَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا الجُمْهُورَ أَكْثَرُ اِسْتِعْدَادًا لِسَمَاعِ العِظَاتِ مِنْ أَيِّ جُمْهُورٍ آخَرَ حَتَّى جُمْهُورَ المَسْجِدِ نَفْسُهُ، لأَنْ هَذَا شَيْءٌ طَرِيفٌ وَجَدِيدٌ عَلَيْهِ، وَالعِبْرَةَ بِحُسْنِ اِخْتِيَارِ المَوْضُوعِ، فَلاَ نَتَعَرَّضُ لِمًا يَجْرَحُ شُعُورَهُمْ، وَبِطَرِيقَةِ العَرْضِ، فَنَعْرِضُ بِأُسْلُوبٍ شَائِقٍ جَذَّابٍ، وَبِالْوَقْتِ، فَلاَ نُطِيلُ عَلَيْهِمْ القَوْلَ ... ».

وكان أن نجحت التجربة، وكان لا بد أن تنجح.

شيء طبيعي أن الداعي حين يؤذن في الناس وينتبهون له، لا بد أن يتساءلوا: ماذا يريد؟ إلا أن حسن البنا كان أذكى من أن يمكنهم

<<  <   >  >>