للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الحسن بن عليّ (رضي الله عنهما) يتمثّل:

من عاذ بالسّيف لاقى فرصة عجبا ... موتا على عجل أو عاش منتصفا

لا تركبوا السّهل إنّ السّهل مفسدة ... لن تدركوا المجد حتّى تركبوا عنفا

وقالوا: ليكن اليقين من أفضل سلاحك، والرضا بالقضاء من أفضل أعوانك والجدّ في طلب الخير من بالك، وأنشد:

فلا تحسبنّ الرّزق بابا سددته ... عليّ ولا أنّي إليك فقير

ففي العيس منجاة وفي الأرض مذهب ... وفي الناس أبدال سواك كثير

وكتب بعضهم إلى أهله من بلاده بعيدة:

كتابي إليكم من بلاد بعيدة ... تجشّمتها كي لا يضرّ بي الفقر

وأنشد:

اصبر لها فالحرّ صبّار ... أو اشكها إن مسّك العار

دائرة دارت على عاقل ... لم يخشها والدّهر دوّار

نبت بك الدار فسر آمنا ... فللفتى حيث انتهى دار

ولبعضهم:

تبدّل بدار غير دارك موطنا ... إذا صعبت فيها عليك المطالب

فما الكرج الدّنيا ولا النّاس قاسم ... وفي غيرها للطالبين مكاسب

وللطائيّ:

وطول مقام المرء في الحيّ مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدّد

ألم تر أنّ الشّمس زيدت محبّة ... إلى النّاس إذ ليست عليهم بسرمد

وقالوا: العسر في الغربة مع العزّ، خير من اليسر في الوطن مع الذلّ. وقيل لآخر: ما العيش؟ قال: دوران البلدان، ولقاء الإخوان، ومغازلة القيان، ومرافقة

<<  <   >  >>