وشعب قرّود فيه كلّ مونقة ... وفيه للهو أشجار وأنهار
فسفح ترمن فالدكان مجتمع ... فحيّه كلّما حلّته أمطار
مستشرف فيه للأبصار متّسع ... يروقنا زهر فيه وأنوار
وفيه للقلب والأسماع ما طلبا ... من السرور إذا غرّدن أطيار
يجيب ألحانها منا إذا هزجت ... وغرّدت طربا عود ومزمار
تلك البلاد التي تحيا النفوس بها ... لا ما تلهّب في حافاته النار
أرض ينعّم أهليها إذا نعموا ... بأن تكنّهم في الأرض آبار
مجاراة عبد القاهر والحسين بن أبي سرح في مدح همذان والعراق وذمّهما
وكان عبد القاهر بن حمزة الواسطي والحسين بن أبي سرح كثيرا ما يلتقيان ٢/٥٠ فيتجاريان الآداب ويتذاكران العلوم. وكان عبد القاهر لا يزال يذم الجبل وهواءه وأهله وشتاءه، لأنه رجل من أهل العراق. وكان ابن أبي سرح مخالفا له، كثير الذم للعراق والطعن على أهله. فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه «١» . وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج. وكان البرد قد بلغ إلى عبد القاهر. فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخصّ الله همذان من اللعن [١١٧ ب] بأوفره وأكثره. فما أكدر هواءها وأشدّ بردها وأذاها وأكثر مؤونتها وأقل خيرها. قد