لأصحابه: انكحوا امرأته حتى تحبل، واعملوا على حماره حتى ينبت ذنبه.
فخسف الله بها.
ويروى أن أمير المؤمنين عليه السلام لما دخل البصرة صعد المنبر وخطب وقال في خطبته: يا أهل البصرة! إن الله لم يقسم خيرا [١٠ ب] لأحد من أهل الأرض إلّا وقد جعل فيكم أكثر منه. فعابدكم أعبد الناس، وقارئكم أقرأ الناس.
غير أن حكم الله فيكم وفيمن مضى قبلكم جائز بقوله عزّ من قائل وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً. كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً
والله، ما ابتدأتكم بما ابتدأتكم به من المدح رغبة مني لما في أيديكم.
غير أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أما علمت أن جبريل عليه السلام حمل جميع الأرضين على منكبه الأيمن فأتاني بها. ألا وإني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من السماء وأقربها من الماء وأخبثه ترابا وأسرعه خرابا، ليأتينّ عليها يوم لا يؤتى منها إلّا شرفات مسجدها كجؤجؤ السفينة في لجة البحر، فقال المنذر بن الجارود: ولذاك يا أمير المؤمنين، وممّ ذاك؟ قال: إذا رأيتم آكامها خدورا، وآجامها قصورا، فلا بصرة، ثم قال: كم بينكم وبين أرض يقال لها الأبلّة؟ قالوا:
أربعة فراسخ. فقال: صدقني والذي عجّل روحه إلى الجنة وأكرمه بالنبوة فقال: يا علي أما علمت أن بين البصرة وبين أرض يقال لها الأبلة أربعة فراسخ، يكون في ذلك الموضع العشور، ينبغي أن يقتل فيه سبعون ألفا هم نظراء قتلى بدر، فقيل ومن يقتلهم يا أمير المؤمنين؟ قال: إخوان الجنّ، إخوان الجنّ، ثم قال: ويحك يا بصرة! ويحا لك من جيش لا غبار له. قيل: يا أمير المؤمنين ما الويح؟ قال:
الويح والويل بابان، فالويح رحمة والويل عذاب.
مجلس الكوفيين والبصريين عند المأمون «١»
كان المأمون يوما جالسا وعنده نفر من خاصته وذوي المنزلة عنده. فأفاض معهم في الحديث ثم قال: قد قرأت القرآن فحفظته وسمعت الحديث وعلمت