قال ابن الفقيه:«وقرأت في كتاب حرب جوذرز وبيران....»
(١٥٤ ب) .
لا يمكننا معرفة ما إذا كان هذا كتابا مستقلا أم جزءا من كتاب قسّم على كتب؟ والكتاب يتعلق بالتاريخ الأسطوري للفرس في الأعصار السحيقة وهي الفترة التي تمتاز كأمثالها من الفترات الزمنية لكل الأمم- بالغموض والتناقض وتضارب المعلومات حتى أن حمزة الأصفهاني المؤرخ المعروف شكا من ذلك فقال عن تواريخ الفرس:«وتواريخهم كلها مدخولة غير صحيحة لأنه نقلت بعد مائة وخمسين سنة من لسان إلى لسان، ومن خط متشابه رقوم الأعداد إلى خط متشابه رقوم العقود فلم يكن لي في حكاية ما يقتضي هذا الباب ملجأ إلّا إلى جمع النسخ المختلفة النقل فاتفق لي ثماني نسخ وهي.... فلما اجتمعت هذه النسخ ضربت بعضها ببعض حتى استوفيت منها حق هذا الباب»«١» .
ومع ذلك يذكر الشاعر الملحمي الإيراني أسدي طوسي المتوفى عام ٤٦٥ هـ- كتابا باسم كتاب بيران ويسه «٢» .
[الإنجيل]
يقول ابن الفقيه:«وقرأت في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال: بحق أقول لكم، ليأتين قوم من المشرق ... »(١٥٨ أ) .
أورد ذلك بعد ذكره لحديث ذوي الرايات السود القادمين من قبل المشرق المروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) . وقد وجدنا في رؤيا يوحنا اللاهوتي من العهد الجديد (رؤيا ١٦: ١٢- ١٦) نصا يتعلق بمعركة هرمجدون التي قيل أنها ستقع في آخر