كتبت من خبر السد ما وجدته في الكتب ولست أقطع بصحة ما أوردته لاختلاف الروايات فيه والله أعلم بصحته» «١» . ومثل الثعالبي المرغني (٣٥٠- ٤٢٩ هـ) الذي قال «والذي حكاه سلام الترجمان في ذكر السدّ من حديث الباب والعضادة ووصف القفل والمفتاح والدندانجات كالأسطوانات، غير معتمد عليه لأنه غير موافق لما نطق به القرآن من وصفه ... »«٢» .
ويفهم من كلام المقدسي البشاري الذي ألف كتابه عام ٣٧٥ هـ أنه يعزو هذه الرحلة لابن خرداذبه حيث قال:«قرأت في كتاب ابن خرداذبه وغيره في قصة هذا السد على نسق واحد، واللفظ والإسناد لابن خرداذبه لأنه كان وزير الخليفة وأقدر على ودائع علوم خزانة أمير المؤمنين مع أنه يقول حدثني سلّام المترجم. إن الواثق بالله....»«٣»
كما نقلها بصورة مختصرة مؤلف مجهول كتب كتابه عام ٥٢٠ هـ «٤» .
ومما يلفت النظر في كتاب ابن الفقيه التشابه الحرفي بين بعض نصوصه ونصوص المسالك والممالك لابن خرداذبه. وليس بإمكاننا أن نجزم هنا أنه قد نقلها عن ابن خرداذبه الذي ألّف كتابه عام ٢٥٠ هـ. لأن هناك تداخلا بين كتاب ابن خرداذبه وكتاب آخر للجيهاني الوزير مما سوف نفصله فيما بعد ونكتفي بنقل قول المقدسي- طبقا لأحد مسودات كتابه أحسن التقاسيم-: «ورأيت مختصرين بنيشابور مترجمين، أحدهما للجيهاني والآخر لابن خرداذبه تتفق معانيهما غير أن الجيهاني قد زاد شيئا يسيرا»«٥» .