أسفل الأرض من الفسطاط إلى برقة ستّمائة وستّون ميلا. وبرقة مدينة حسناء في صحراء، وهي صلحيّة صالح عليها عمرو بن العاص وجبر أهلها على الجزية، وهي خصبة ممتّعة، ومن برقة إلى القيروان مدينة إفريقية ستّمائة وثمانية وثلاثون ميلا، وسمّيت بأفريقش بن أبرهة الرائش، وهو الذي بناها، وإفريقية افتتحها عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهريّ (رحمه الله) وجّهه معاوية وهي الآن في يدي ابن الأغلب «١» ، وفي يديه أيضا: قابس، وجلولاء، وسبيطلة مدينة جرجير الملك وكان روميا، وبينها وبين القيروان سبعون ميلا- وزرود، وقفصة، وقصطلية، ومدينة الزاب، وودّان، وضفرجيل، وزغوان، وتونس، وبينها وبين إفريقية مرحلتان على البغال، واسم مدينة تونس قرطاجنّة، وهي على ساحل البحر، يحيط بسورها أحد وعشرون ألف ذراع، ومن مدينة تونس إلى الأندلس ستّة فراسخ، وإلى قرطبة مدينة الأندلس مسيرة خمسة أيّام.
وفي يدي الرّستميّ الإباضيّ، وهو أفلح بن عبد الوهّاب بن عبد الرحمن بن رستم من الفرس، يسلّم عليه بالخلافة بقيروة، وسلمة، وسلمية، وتاهرت، وما والاها، وبين إفريقية وتاهرت مسيرة شهر على الإبل، ومدينة سبتة إلى جانب الخضراء.
وملك سبتة اليان وفي يدي ابن صفير البربريّ خلقاية إلى وادي الرمل ووادي الزيتون وقصر الأسود بن الهيثم إلى أطرابلس.