والأيّام حتى تنبع منه عين، تنطف ماء حواليه وفيه قبر أخي يونس بن متّى.
ويقال: إن مسجد السهلة مناخ الخضر، وما أتاه مغموم. إلّا فرّج الله عنه، قال: ونحن نسمّي مسجد السهلة مسجد القرى.
وبالكوفة الفرات وهو نهر من أنهار الجنّة، وفي الخبر: الفرات والنيل مؤمنان، ودجلة وبرهوت كافران.
وقال عبد الملك بن عمير: الفرات نهر من أنهار الجنّة، لولا ما يخالطه من الأذى، ما تداوي به مريض إلّا أبرأه الله، فإن عليه ملكا يذود عنه الأدواء.
وقال سماك بن حرب: أصبت ببصري فرأيت إبراهيم (عليه السلام) في منامي فقال: ائت الفرات فاستقبل بعينيك جرية الماء، ففعلت فردّ الله عليّ بصري.
ومخرج الفرات من قاليقلا، ويدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم، ويجيء إلى كمخ وإلى ملطية، ويجيء إلى جبلتا وعيونها حتى يبلغ سميساط، فيحمل من هناك السفن، ثم يصبّ إليه الأنهار الصغار: نهر سنجة ونهر كيسوم، ونهر ديصان والبليخ، ثم يجيء إلى الرقّة، ثم يتفرّق فيصير أنهارا، فمن أنهاره:
نهر سورا وهو أكبرها، ونهر الملك، ونهر صرصر، ونهر عيسى والصراتين، ونهر الخندق، وكوثى، وسوق أسد، ونهر الكوفة والفرات العتيقة.
وقال المدائنيّ: اجتمع أهل العراق عند يزيد بن عمر بن هبيرة فقال ابن هبيرة: أيّ البلدين أطيب ثمرة الكوفة أم البصرة؟ فقال خالد بن صفوان: ثمرتنا أطيب أيّها الأمير منها كذا ومنها كذا. فقال عبد الرحمن بن بشير العجليّ: لست أشكّ أيّها الأمير إلّا وأنكم قد اخترتم للخليفة ما تبعثون به إليه، فقال: أجل.
فقال: قد رضينا بأن تحكم لنا وعلينا، فأيّ الرطب تحملون إليه؟ قال: المشان.
قال: فليس بالبصرة منه واحدة، فأيّ التمر تحملون إليه؟ قال: النرسيان. قال:
وهذا فليس بالبصرة منه واحدة. قال: والهيرون والأزاذ. قال: وهذا فليس بالبصرة منهما واحدة، ثم قال: فأيّ القسب تحملون إليه؟ قال: قسب العنبر. قال: وهذا