التمويه والأباطيل فيما استبشعته ثم استيقنته، هو الحكم فيما استبعدته.
والدليل على ذلك، إذا وجدت بيوت الشطرنج أربعة وستين بيتا ثم جعلت في أول بيت منها حبة من الحنطة وفي الثاني حبتين وأضعفت ذلك على نظام التضاعيف حتى تأتي على آخرها بيتا، كنت مستدركا ظنا وترجيحا وحذرا وتوهما في ظاهر الحس وباطن النفس أن المجتمع لك من تضاعيف الحبة الواحدة من الحنطة في أبيات الشطرنج [لا] يكون إلّا قفيزا أو بعض القفيز الواحد. فإن ظننت الآن أن المجتمع لك من عدد الحب في ظاهر الحس ظنا وترجيحا هو قفيز أو عشرة أقفزة فأظننه أكثر. وإن ظننته كرّا أو كرّين أو عشرة أكرار أو عشرين [٦٦ ب] كرا فأظننه أكثر. وإن ظننته مائة كرّ أو خمسمائة كر فأظننه أكثر. وإن ظننته ألف كرّ فهو أكثر. وإن توهمته عشرة ألف كرّ فهو أكثر. وإن قلت إنه مائة ألف ومائتي ألف كر، فهو أكثر. وإن قلت إنه مائتا ألف ألف ألف كرّ كان أكثر. وإن قلت إنه ثلاثمائة ألف ألف ألف كر كان أكثر وأكثر حتى تصل من أعداد الحنطة إلى عدد هو في ظاهر الحكم أن صاحب هذا العلم لو عدم البرهان عليه لاستحق من كثير من الناس الرجم. أفليس إذا دللنا على صحة ذلك وفصلناه وأشرنا إلى استدراك حقيقته وحصلناه، كان الحكم فيما دعونا إلى تصديقه وأشرنا إلى تحقيقه في أمر بغداد، فاستصعب عليك عياره بأكثر مما ذكرنا كان حقا؟
والدليل على ذلك أن حبة من حنطة إذا جعلت في بيت من بيوت الشطرنج ثم أضعفت ذلك إلى آخرها بيتا. ان المجتمع من ذلك الحب الحنطة شيء يفي بقوت ستين ألف ألف إنسان لخمسين ألف سنة، إذا كان المبتاع منه في كل يوم دائما بخمسمائة ألف دينار بأعدل الأسعار وأقربها من الرخص. وهو حساب الكرّ بثلاثين دينارا. ويكون تقدير ما يقرن في كل يوم من الحنطة من جملة ما يجتمع من الحب فوجدنا مبلغه ثماني عشر ألف ألف ألف ألف ألف ألف وأربعمائة وست وأربعين ألف ألف ألف ألف ألف وسبعمائة وأربع وأربعين ألف ألف ألف ألف وثلاثا وسبعين ألف ألف ألف وسبعمائة ألف ألف وتسع ألف ألف وخمسمائة وواحدة وخمسين ألفا وستمائة وخمس عشرة حبة.