للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الترك، وإقليم في أيدي الصين، وإقليم في أيدي يأجوج ومأجوج، لا يدخل هؤلاء أرض هؤلاء، ولا هؤلاء إلى هؤلاء.

فالإقليم الأول: مبتدأه من أرض المحرقة التي تدعى باليونانيّة ريامياروس، ومنتهاه أرض سرنديب، وسكّانه سود، قباح الوجوه عراة كالسباع، وأعمارهم طويلة، ودوابّهم وطيورهم أعظم من عامّة البهائم والطير، وهناك رقى وعقاقير وأحجار فيها شفاء ومنافع طبيعيّة، وفيها تنانين وهو امّ ذات سموم، وطوله خمسة آلاف وخمس مائة فرسخ، وعرضه مائتان وخمسة وثمانون فرسخا.

والإقليم الثاني: مبتدأه من العرض أرض سرنديب، ومنتهاه أرض الحبشة، وهناك معدن الزبرجد والببغاء، ومنتهاه من قبل شرقيّة أرض السند قريب من كابل وزابلستان. وهناك سباع ضارية، وحشرات وطير ممتنعة، وأهلها في القبح دون الإقليم الأوّل. وفيها أيضا رقى وعقاقير، وأهلها أقصر أعمارا من الأوّل، وطوله طول الأوّل.

والإقليم الثالث: مبتدأه عرض أرض الصّغد وجرجان، حتى ينتهي إلى أرض الترك وحدّ الصين إلى أقصى المشرق، ومن غربيّة نحو مصر، ومن شرقيّة السند وعدن، ومنتهى عرضه أرض الشام وفارس وإصبهان. وهناك ناس حكماء.

وعرضه وطوله مثل الأوّل.

والإقليم الرابع: بابل، متوسّط الأقاليم، وهو أفضلها مزاجا. ومبتدأه من إفريقية إلى بلخ إلى مشرق الأرض، وعرضه وطوله كالأوّل.

والإقليم الخامس: قسطنطينيّة والروم والخزر، وعرضه وطوله كالأوّل.

والإقليم السادس: فرنجة وأمم أخرى، وفيه نساء من عادتهن قطع ثديهنّ وكيّه في صغرهنّ لئلا يعظم. وعرضه وطوله كالأوّل.

والإقليم السابع: الترك، ورجالهم ونساؤهم مترّكو الوجوه لغلبة البرد عليهم، وسباعهم صغيرة الأجساد، ولا يوجد هناك حشرات ولا هوامّ. ويسكنون الظلال يتّخذونها من الألواح، ينقلونها على عجل، تجرّها الثيران، وأنعامهم في

<<  <   >  >>