فإذا طابت. لهم الريح فثمانية أيّام في البحر، ويومان في البرّ، ويسمّى هذا البحر الدّوّارة الخراسانيّة، وقطرها مائة فرسخ، والذي يطيف بها ألف وخمس مائة فرسخ.
والرابع، ما بين رومية وخوارزم جزيرة تسمّى تولية، ولم يوضع عليها سفينة قطّ. وملك العرب في يديه ألف مدينة في زماننا هذا، وفي يدي ملك النوبة ألف مدينة، وفي يدي ملك الصين أربع مائة مدينة، وستّمائة مدينة من الصين في أيدي ملوك صغار.
قال: وأعلم أن بحر فارس والهند هما بحر واحد لاتّصال أحدهما بالآخر، إلّا أنهما متضادّان. قال: فأوّل ما تبتدئ صعوبة بحر فارس عند دخول الشمس السنبلة وقربها من الاستواء الخريفيّ، فلا يزال يكثر أمواجه ويتقاذف مياهه ويصعب ظهره، إلى أن تصير الشمس إلى الحوت. وأشدّ ما تكون صعوبته في آخر زمان الخريف، عند كون الشمس في القوس. وإذا كانت قرب الاستواء الربيعيّ، يبتدئ في قلّة الأمواج ولين الظهر، إلى أن تعود الشمس في السنبلة، وألين ما يكون في آخر زمان الربيع، وهو عند كون الشمس في الجوزاء. فأما بحر الهند فإنه خلافه، لأنه عند كون الشمس في الحوت وقربها من الاستواء الربيعيّ، يبتدئ في الظلمة والغلظ، وتكثر أمواجه، حتى لا يركبه أحد لظلمته وصعوبته عند كون الشمس في الجوزاء. فإذا صارت في السنبلة أضاء ظلمته، ويسهل مركبه، إلى أن تصير الشمس في الحوت، إلّا أن بحر فارس، قد يركب في كلّ أوقات السنة. فأما بحر الهند، فلا يركبه الناس عند هيجانه لظلمته وصعوبته. قال: فمن أراد الصين، أو عدن، أو شلاهط، أخذ من ناحية المغرب على اليمامة وعمان. ومن أراد السند أخذ من ناحية فارس على سيراف