للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغرض في قرع القفل أن يسمع من وراء الباب فيعلموا أن هناك حفظة ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثا.

وبالقرب من هذا الموضع حصن كبير يكون عشرة فراسخ في عشرة فراسخ، تكسيره مائة فرسخ.

قال سلام: فقلت لمن كان بالحضرة من أهل الحصون: هل عاب من هذا الباب شيء قط؟ قالوا: ما فيه إلّا هذا الشق، والشق كان بالعرض مثل الخيط دقيق. فقلت: تخشون عليه شيئا؟ فقالوا: لا، إن هذا الباب ثخنه خمسة «١» أذرع بذراع الإسكندر يكون ذراعا ونصفا بالأسود، كل ذراع واحدة من ذراع الإسكندر.

قال: فدنوت وأخرجت من خفّي سكينا فحككت موضع الشق فأخرج منه مقدار نصف درهم وأشدّه في منديل لأريه الواثق بالله.

وعلى فرد مصراع الباب الأيمن في أعلاه مكتوب بالحديد باللسان الأول «فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا» .

وننظر إلى البناية وأكثره مخطط ساف أصفر من نحاس وساف أسود من حديد، وفي الجبل محفور الموضع الذي صب فيه الأبواب وموضع القدور التي كان يخلط فيها النحاس والموضع الذي كان يغلى فيه الرصاص والنحاس وقدور شبيهة بالصفر لكل قدر ثلاث عرى فيها السلاسل والكلاليب التي كان يمدّ بها النحاس إلى فوق السور.

وسألنا من هناك؟ هل رأيتم من يأجوج ومأجوج أحدا؟ فذكروا أنهم رأوا مرة عددا فوق الجبل فهبّت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبهم، وكان مقدار الرجل في رأي العين شبرا ونصفا.

والجبل من الخارج ليس له متن ولا سفح ولا عليه نبات ولا حشيش ولا شجرة ولا غير ذلك وهو جبل مسلنطح قائم أملس أبيض.

<<  <   >  >>