للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسأل المأمون رجلا عن سمرقند فقال: يا أمير المؤمنين، كأن مدينتها دارة القمر، وكأن نهرها المجرة، وكأن ضياعها حولها النجوم.

وقال الشعبي: شهدت فتح سمرقند مع قتيبة بن مسلم، فنظر على بعض أبوابها لوحا في الحائط فيه خطوط «١» كأنها عربية وليست عربية.- وكان اللوح من حجر- فتأمله طويلا ثم قال: والله إني لأظنها بعض فعالات حمير. ابغوني رجلا من الجند قريب العهد باليمن وكلام حمير: فبعث إلى عبد الله الحزامي فقال له:

أتعرف هذا الخط؟ قال: نعم- أصلح الله الأمير- هذا بخط حمير الذي يقال له المسند. قال: اقرأه. فإذا هو: باسمك اللهمّ. هذا كتاب ملك العرب والعجم شمر يرعش الملك الآثم. من بلغ هذا المكان فهو مثلي، ومن جازه فهو فوقي، ومن قصر عنه فهو دوني.

فأبى قتيبة أن لا يرجع حتى يطأ بلاد الصين. وبلغ ذلك ملكها فخاف فبعث إليه بإكليل مفصّل بالياقوت وبجراب من تراب بلده وقال: أبسط هذا التراب وامش عليه، فإذا فعلت فقد برّت يمينك. وضمن له خراجا في كل سنة، فقيل له ذلك منه وأقام.

وقال الأصمعي: مكتوب على باب سمرقند بالحميرية: بين هذه المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ. وبين بغداد وإفريقية ألف فرسخ. وبين سجستان [١٦٤ ب] وبين البحر مائتا فرسخ.

٢/١٧٧ ومن «٢» سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخا.

وزامين مفرق طريقين إلى الشاش والترك وفرغانة. فمن رامين إلى الشاش خمسة وعشرون فرسخا.

<<  <   >  >>