للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال الخليل: سقاك الله حميما وغساقا. ثم قال: اللهمّ لا تؤاخذني بهذا الموقف ومضى.

وخرج عمر بن الخطّاب يوما فإذا جوار يضربن بالدفّ ويغنّين ويقلن:

تغنّين تغنّين ... فللهو خلقتنّ

فجعل يضرب رؤوسهن بالدّرة ويقول: كذبتنّ كذبتنّ:

فأخزى الله شيطانا ... رمى هذا إليكنّ

وقال بعض المتعبّدين: كنت أماشي بعض الصوفيّة بين بساتين. البصرة فسمعنا ضارب طنبور يقول:

يا صباح الوجوه ما تنصفونا ... أنتم زدتم القلوب فتونا

كان في واجب الحقوق عليكم ... إذ بلينا بكم بأن ترحمونا

قال فشهق شهقة ثم أفاق وقال: يا مغرور قل:

يا صباح الوجوه سوف تموتو ... ن وتبلى خدودكم والعيونا

وتصيرون بعد ذاك رميما ... فاعلموا ذاك إنّ ذاك يقينا

ومر بعض الشعراء بنسوة فأعجبه شأنهن فأنشأ يقول:

إنّ النّساء شياطين خلقن لنا ... أعوذ بالله من شرّ الشياطين

فأجابته واحدة:

إنّ النّساء رياحين خلقن لكم ... وكلّكم يشتهي شمّ الرياحين

ومر حسين بن عليّ (رضي الله عنه) بنسوة فقال لهن: لولا أنتنّ لكنّا مؤمنين،

فأجابته واحدة منهن وقالت: لولا أنتم لكنّا آمنين.

وكان عمرو الجهنيّ ناسكا فدخل المسجد الجامع بالبصرة فوقف على حلقة النّهديّين والقرشيّين وأنشأ يقول:

<<  <   >  >>