للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخصال الحميدة. قال جل وعلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ} ١.

وفي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إشارات إلى الأخلاق الحميدة, التي يجب أن يتحلى بها المسلم مثل: الصبر، والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر، والعدل, والأمانة, والصدق, والإخلاص. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ٢.

وقد نهى الإسلام عن التمسك بالأخلاق السيئة: كالنفاق والظلم والكذب. {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ٣.

والتربية الخلقية في الإسلام تأخذ في اعتبارها استعداد الفرد وقدراته وتركيبه النفسي. {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} ٤.

والتربية الإسلامية تربية فردية اجتماعية معا, فهي تهتم أولا بتربية الفرد على الفضيلة والأخلاق الكريمة, وتنمي فيه روح المبادأة والمسئولية الفردية؛ ليكون مصدر خير للجماعة، والفرد مسئول مسئولية كاملة عن أعماله وتصرفاته, حتى لا تضيع المسئولية بين فرد وآخر. {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} ٥, و {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} ٦. ورسالة الإسلام ذات طبيعة اجتماعية، لذلك يركز الإسلام على تنمية العادات الاجتماعية السليمة في الفرد, وعلى أن يغرس فيه أنه فرد في مجتمع, وأنه إنسان في عالم البشرية الكبير.

وتهتم التربية الإسلامية بالأسرة؛ لأنها من أهم المؤسسات التربوية في الإسلام، فكل فرد في الأسرة له دائرته الاجتماعية التي يعمل من


١ الأحزاب: ٢١.
٢ البقرة: ١٥٣.
٣ النساء: ١٤٥.
٤ الشمس: ٧-١٠.
٥ مريم: ٩٥.
٦ الإسراء: ١٤.

<<  <   >  >>