للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلالها، وتعنى كذلك بتربية الفرد تربية اجتماعية باعتباره لبنة في صرح المجتمع الكبير، حتى يكون المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومثل المسلمين في توادهم وتراحمهم, كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى". والتربية الاجتماعية في الإسلام تؤدي إلى سعادة الفرد, وتماسك الأسرة, وتكافل المجتمع، إذ إنها تتضمن بناء الاتجاهات الإيجابية والعادات الاجتماعية السليمة, ومن هذه العادات والاتجاهات الاجتماعية تنمية الوحدة الاجتماعية والتعاون والتكافل والعدالة الاجتماعية. قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} ١.

وبالإضافة إلى ما سبق, فإن الإسلام يدعو إلى التعليم المستمر، فعلى المسلم أن يسعى بدأب إلى طلب العلم طول حياته, وألا يتوانى في اكتساب العلم. ويقول على بن أبي طالب كرم لله وجهه: "كل يوم لا أزداد فيه علما فلا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم". ومن مآثر التربية الإسلامية, أنها تنظر إلى المعرفة على أنها عملية نامية متراكمة على مر التاريخ، وهي لا تحدها حدود, ولا يتوصل إلى نهايتها إنسان.

ويكفل الإسلام مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم، فكل فرد له حق مقدس في التعليم على الدولة والمجتمع. والإسلام يميز الذين يحصلون على درجات من العلم أكثر من غيرهم بعد تهيئة الفرص المتكافئة أمام الجميع. قال عز وجل: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ٢.

ويؤكد الإسلام على استخدام العلم النافع؛ لخدمة الفرد والمجتمع، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك حيث قال: "خير الناس أنفعهم للناس" , وقال: "اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني".


١ آل عمران: ١٠٣.
٢ الزمر: ٩.

<<  <   >  >>