ويقول أحد الصحفيين أن هناك مفاتيح للشخصيات لا بد للصحفي أن يعرفها لكي يصل إلى الأخبار ... مثلا كان يهمني أن أعرف أن نوري السعيد -رئيس وزراء العراق الأسبق- يكون في أسعد حالاته النفسية عندما كان يوجد مع حفيدته وزوجة ابنه، ومن هنا كنت أحرص على أن لا أسأل نوري السعيد في السياسة، إلا إذا رأيته في منزلة محاطا بأحد أحفاده أو بزوجة ابنه "صباح".
وكذلك كان يهمني أن أعرف أن مفتاح الدخول إلى قلب توفيق السويدي -أحد ساسة العراق السابقين- هو الحديث عن الاقتصاد والبنوك وأسهم البنك العربي. وبعد ذلك يفتح السويدي لي كل ما عنده من الأسرار. أما توفيق أبو الهدى -أحد ساسة الأردن السابقين، فقد كانت ابنته "سعاد" هي مفتاح أسراره، ومن هنا كنت أستعين بسعاد على أبيها، أو أستعين بأخبار سعاد وقصصها لكي أدخل إلى قلب أبيها بلا استئذان.
وكانت قصص الصيد والبنادق، ورحلات الصيادين هي مفتاح الدخول إلى قلب كميل شمعون، رئيس جمهورية لبنان الأسبق، أما سلفه الشيخ بشارة الخوري فقد كان أديبا، واسع الاطلاع، يعتني باللفظ والعبارة، وكانت أخبار ولده الشيخ خليل تحتل حيزا كبيرا في قلبه. ومن هنا كان مفتاح الدخول إلى قلب الشيخ بشارة أما الحديث في الأدب، أو في الشيخ خليل.
وكان صالح جبر -أحد رؤساء وزارات العراق- يكره نوري السعيد، فكان كل همي لكي أرطب لصالح جبر أعصابه، وأحصل منه على الأسرار أن أبدأ الحديث بصب اللعنات على نوري السعيد.
أما المرحوم هاشم الأتاسي، رئيس جمهورية سورية السابق، فقد كان يهوى حيث الذكريات عندما كان "قائم مقام تركيا" في عكا عام ١٩٣٢ ميلادية كان المرحوم يعتقد أنه في ذلك المنصب قد بلغ أوج العظمة والمجد، وعندما كنت أقابله في قصر "المهاجرين" بدمشق، كان الحديث يبدأ بذكريات عكا، وينتهي بذكريات عكا، وخلال الذكريات تتسرب الأسرار.
وكان "عبد الإله" وصي عرش العراق ثم ولي عهده، يحب الحديث عن الكلاب، وكان صبري العسلي -أحد رؤساء وزارات سوريا السابقين- مغرما