للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتسلية- بالمعلومات والمعارف. ولا بد أن تكون هذه التحقيقات ممتعة وجذابة تصلح للقراءة السريعة، يشغف بها القراء وتهز مشاعرهم. وتدور موضوعات هذا النوع من التحقيق المشوق حول جميع الأشياء الموجودة فوق الأرض.. من صعيد ثعبان البحر والدب الشاحب اللون إلى قفص الصقر الأسود والضفدع ذي القرون، ومن التوائم السيامية إلى قوائم لاتونا، ومن مناجم الذهب في جورجيا إلى خزائن الذهب في البنك.. ومن العزاب إلى الزوجات الهاربات١ ومهما كان الموضوع فإن أهم وصية يضعها الصحفي نصب عينيه هي: "لا تكن مملا".

والتحقيق الإرشادي أو التوجيهي يتصدى لمعالجة المشكلات ويبحث عن حلول لها. ولا بد للصحفي أن يدرس أبعاد المشكلة التي يعالجها، وأن يكون أسلوبا موضوعيا، بمعنى أنه يجمع كافة المعلومات، ويتلقى جميع الآراء والاتجاهات، من المؤيدين والمعارضين على السواء. "ولا يكتفي كاتب التحقيق بقراءاته الخاصة حول الموضوع وإنما يستعين بطائفة من الأخصائيين أو الفنيين الذين لهم دراية كافية بالموضوع فيجري مع بعضهم أحاديث مختلفة، يستطلع فيها آراءهم ويدون هذه الأحاديث ليقارن بين مختلف الآراء ويستخلص منها أرجحها وأقربها إلى العقل".

والمهم أن يصل التحقيق إلى نتائج إيجابية واضحة كاقتراحات لحل المشكلات، وإلا فإنه يقترب من أسلوب الحملات الصحفية. وفي رأينا أن الحملة الصحفية أقرب إلى فن المقال الصحفي منها إلى فن التحقيق الصحفي. فمقالات مصطفى كامل في الصحافة المصرية والفرنسية خلال شهري يونيو ويوليو سنة ١٩٠٦، وفي أعقاب حادثة دنشواي، وكذلك مقالات الشيخ علي يوسف في المؤيد والتي نشرت تباعا من ١٤ إلى ٢٠ أكتوبر سنة ١٩٠٦ تحت عنوان "قصر الدوبارة بعد الأربعاء". وغيرها من الحملات الصحفية الحديثة التي نجحت في فضح المستعمر وكشف ألاعيبه تدخل في فن المقال الصحفي. فمن المعروف أن أغراض الحملة الصحفية تكون معروفة مسبقا، وتجمع المعلومات


١ برنارد ونربرجر، الصحفي الأمريكي، ترجمة وديع سعيد، ص١١٩.
٢ الدكتور حسونة عبد القادر، الصحافة مصدر للتاريخ، ص١٥٢.

<<  <   >  >>