المخرج الصحفي أن يختصر بعض التحقيقات المطولة والمواد المكررة والحشو وغير ذلك، لكي يضمن أن الصفحات مريحة للنظر سهلة القراءة، وذلك لأن القارئ غير ملزم بمتابعة ما يعرض عليه في الصحيفة، إذا وجد صعوبة في القراءة، فهو إذا لم يجد السبيل ميسرا أمامه لجأ إلى صحيفة أخرى أو مجلة أو أي وسيلة من وسائل الإعلام كالإذاعة والتليفزيون.
ومن العوامل التي تساعد على يسر القراءة فراغ أبيض بين الكلمات والسطور. ولكن الإسراف في استعمال هذه الفراغات مثله مثل ازدحام السطور والكلمات قد يتعب النظر، ولا بد أن يستخدم الفراغ الأبيض بمهارة، كأن يأتي مثلا في نهاية فقرة ذات معنى واحد أو في آخر كل شهادة ترد في قضية من القضايا. أما إذا استعمل البياض بعد سطر واحد مثلا فقد يؤدي إلى التشويش على القارئ بإيهامه أن السطر يكون وحدة مستقلة.
ووجد أيضا أن الفراغات البيضاء بين الأعمدة ضرورية للغاية ومريحة للنظر، ويجب إلا يقل عرض جسم الجدول بين كل عمودين عن ستة أبناط وقد وصل عرض أجسام الجداول أيام الحرب العالمية الثانية إلى أربعة أنباط بل وإلى بنطين أحيانا، وذلك للاقتصاد في الورق وتكاليف الطباعة، ولكن هذه السياسة خاطئة وتؤدي عادة إلى عكس الغرض المنشود.
ويعتقد بعض الصحفيين أن الإسراف في استعمال الحروف "السوداء" يعين على يسر القراءة، ولكن الأبحاث العلمية أثبتت خطأ هذا الاعتقاد. فلا ينبغي الإسراف في استعمال الحروف "السوداء"، ويجب الاقتصاد في استعمالها على العناوين والمقدمات الأخبارية والعبارات والمراد إبرازها فقط، مع الاكتفاء باستعمال الحروف "البيضاء" في صلب الخبر.
والعناوين الفرعية لا تساعد على ترتيب الأفكار فحسب، بل تساعد أيضا على تسهيل القراءة، فهي تريح العين عند النظر إلى الحروف في صورة فقرات منفصلة لا كتلة متماسكة سوداء، وينصح علماء الصحافة بوضع العناوين الفرعية بين كل مائتين أو ثلاثمائة حرف على الأكثر.