ويسرف بعض المخرجين الصحفيين في استعمال الحروف البيضاء على أرضية سوداء، ظنا منهم أن هذه الطريقة تسهل عملية القراءة وتساعد على الإبراز ولفت النظر، ولكن التجارب العلمية أثبتت أن الحروف البيضاء على أرضية سوداء تتعب نظر القارئ، وخاصة إذا كثر استعمالها. والقراءة بهذه الطريقة أعسر من قراءة الحروف السوداء على الأرضية البيضاء. وفي آخر الإحصاءات أن سرعة قراءة الحروف السوداء على أرضية بيضاء تزيد ١٠.٥%عن سرعة قراءة الحروف البيضاء على أرضية سوداء، ولا بد أن يراعى الاعتدال في ذلك لأنها متعبة لنظر القارئ رغم فائدتها المحققة في لفت الأنظار.
وقد وجد أن اللون الأسود على أرضية الورق الأبيض هو أفضل الألوان بالنسبة لراحة العين، وقد يكون السبب في ذلك هو تعود القراء عبر مئات السنين على قراءة الحروف السوداء المطبوعة، غير أن الألوان الأخرى كالأحمر والأخضر والأصفر والبرتقالي والأخضر وغيرها تصلح لجذب الانتباه أكثر مما تصلح لطباعة المتن نفسه. ومما لا شك فيه أن توفير المساحة البيضاء المناسبة حول الحروف السوداء يؤدي إلى راحة العين ويسر القراءة. غير أن المساحة البيضاء نفسها ينبغي أن تتناسب مع حجم العنصر الطباعي ودرجة سوداه. فالحروف الكبيرة تحتاج إلى بياض أكبر، كما أن الحروف الداكنة السواد تتطلب بياضا أكبر من الحروف المتوسطة أو الرمادية. ولذلك فإننا نجد أن وجه الحرف يرتكز على قاعدة تزيد بمقدار بنط واحد على الأقل لتوفير البياض اللازم.
ويستخدم البياض أيضا حول العناوين والصور والإطارات، كما يستخدم حول الجداول الفاصلة بين الأعمدة بحيث لا يقل عن ٦ أبناط لراحة العين. وتستخدم بعض الصحف مساحات من البياض الطولي بين الأعمدة بدلا من الجدول، كما تستخدم البياض نفسه للفصل بين الموضوعات في صفحة المقالات الافتتاحية. هذا فضلا عن استخدام المساحات البيضاء في الهوامش المحيطة بالصفحات، والمعروف أن هوامش الصحف أصغر من هوامش الكتب. مع ملاحظة أن الإسراف في المساحات البيضاء يمكن أن يتعب البصر كالإسراف في المساحات السوداء.