للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تتوازن مع عدة مساحات أخف درجة وهكذا. ويعتمد هذا النوع من التوازن غير الملحوظ على نظرية الروافع التي تجعل التوازن بين الأثقال متوقفا على حجمها وبعدها أو قربها من نقطة الارتكاز، ولعل ميزان القبان هو خير مثال لذلك. وقد وجد أن التوازن غير الشكلي يعطي المخرج الصحفي حرية في التعبير والتنويع أكثر من التوازن الشكلي الهندسي المتماثل.

ومن صفات التكوين الجميل أيضا الإيقاع١، وهو الذي يجعل التصميم نابضا بالحياة. فكما نسمع الأنغام الإيقاعية في الموسيقى، ونشهدها في الحياة بتتابع الليل والنهار والفصول والحياة والموت، فإنه من الممكن أن نلمس الإيقاع في الشكل الفني عندما تنتقل عين القارئ من عنوان إلى آخر ومن صورة إلى صورة، دون تعثر أو ملل، ولا شك أن الإخراج الأفقي الحديث قد منح الصحفي مجالا أوسع للتعبير بالإيقاع، فأصبح من السهل تكوين العناوين والصور بحرية تامة لا يتمتع بها المخرج في النظام العمودي التقليدي. وإذا كانت الخطوط العمودية تنم عن القوة والرسوخ والاستقرار والوقار، فإن الخطوط الأفقية والمائلة ترتبط بالحركة والحيوية والإيقاع وهي سمات فن الإخراج الصحفي الحديث.

والتناسب٢ من أهم خصائص التكوين الجميل، ويقصد بالتناسب جمال العلاقات بين الأجزاء بعضها بالبعض الآخر وكذلك بالنسبة للشكل الكلي نفسه. ومع أن التناسب يكون نتيجة للإحساس والذوق العام فهناك بضعة إرشادات أيضا في هذا الصدد. فقد وجد اليونان أن التناسب لا يكون بالتماثل، فلا يعقل مثلا أن تكون الشجرة ذات الفروع والأغصان المتماثلة في السمك جميلة الشكل؛ إذ إنه لا بد من التدرج بنسب معينة. "والقاعدة الذهبية" التي وصل إليها اليونان تقول إن أجمل نسبة هي ٣: ٥ تقريبا، ويحسبها البعض حسابا دقيقا فيقولون إنها ١: ١.٤١٤ أو ٣: ٤.٢٤. ومع ذلك فإن المخرج الصحفي لا ينبغي أن يكون عبدا لهذه المقايسس الإرشادية النافعة.


١ RHYTHM.
٢ PROPORTIONS.

<<  <   >  >>