للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التصوير الصحفي والوصول به إلى مرتبة المهن الرفيعة. وقد بدأ سالمون حياته محاميا، ثم انتقل في سنة ١٩٢٨ إلى مهنة التصوير، وكان يتقن سبع لغات ويكثر الأسفار والرحلات بين برلين وباريس وجنيف. وتعد صوره الصحفية الناجحة والمليئة بالحركة والحياة حجر الأساس الذي بني عليه فن التصوير الصحفي الحديث. وقد علم سالمون في عدة مؤسسات صحفية أهمها مؤسسة أولشتاين١ الألمانية التي كانت تملك عدة صحف ومجلات في برلين أهمها ألوستريرته تزايتونج٢ الأسبوعية المصورة التي بلغ توزيعها مليونين من النسخ، وكذلك مجلة دي دامي٣ النسائية الشهرية. ومن الرواد الأوائل أيضا مصور مجري يدعى مارتن موناكزي٤ الذي اشتهر في سنة ١٩٢٦، وأقام معرضا لصوره الرائعة سنة ١٩٣٤، وقد كان اهتمام هذا المصور موجها إلى عارضات الأزياء اللاتي التقط لهن صورا فنية بأسلوب صحفي جديد مليء بالواقعية والحيوية والحركة.

وبفضل هؤلاء الرواد الأوائل استقل فن التصوير الصحفي عن فنون التصوير الجمالية والتسجيلية والتذكارية، على غرار أسلوب الكتابة الصحفية التي استقل عن الأسلوب الأدبي، واعترفت الصحافة بقيمة الصورة كعنصر أساسي لا يقل عن الخبر أو المقال أو التحقيق. وبينما كانت الصور من نوع اللقطات التقليدية الجامعة أو النوع الوضعي المدبر من قبل، فإن مزيدا من عنصر لقطات العدسة الواقعية الصادقة في النقل بدأ يظهر كذلك اتسع أفق الصورة بفضل ازدهار المجلات المصورة الكبرى مثل لايف ولوك وغيرهما في العقد الرابع من هذا القرن، فزاد عدد ما ينشر من صور حوادث الاصطدامات والمشاجرات وغير ذلك من المشاهد المماثلة التي كانت تعتبر غير لائقة في السابق. وقد اكتشفت الصحافة الحديثة أن الصورة تحقق وظائف الفن الصحفي من إعلام وتفسير وتوجيه وترفيه وتشويق وتنشئة اجتماعية، بمعنى أن المصور الناجح


١ ullstein.
٢ illustrierte zeitung.
٣ die dame.
٤ martin munacksi.

<<  <   >  >>