للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستطيع أن يتخير لقطات معينة تكون بمثابة مقالات مصورة تتحدث بروح الفكاهة أحيانا فتثير الضحك، وبروح الجد والإصلاح فتنقد الأحوال الاجتماعية، أو بروح التهكم الساخر فتوقظ النائمين من سباتهم.

وقد كان للصحافة المصرية أيضا روادها الأوائل في فن التصوير منذ بداية القرن العشرين عندما كانت الصحف تعتمد على أستوديوهات التصوير التجارية كما كانت تسند إلى بعض المصورين العاديين بعض المهام الصحفية. ولعل المصور النمساوي ديتريش الذي عمل مصورا للقصر في عهد عباس سنة ١٩٠٥، هو من طليعة الرواد الأوائل في هذه الفن. وقد تتلمذ عليه طائفة من المصورين المصريين الذي نبغوا فيما بعد نبوغا عظيما، نذكر منهم المصور رياض شحاتة. ومن الطريف أن هؤلاء المصورين الأوائل من أمثال ديتريش النمساوي وبابازيان الأرمني ورياض شحاته المصري وغيرهم من المصريين والأجانب كانوا يستعملون في بداية الأمر آلات تصوير كبيرة من نوع المنفاخ مثل مقاس ٣٠×٤٠ سم و١٨×٢٤ سم. واشتهر المصور هانزلمان السويسري بصوره الناجحة، وإن كانت تعوزها الحركة، كما اشتهر المصور كانتي الإسباني بصوره الناجحة في مجلة اللطائف المصورة وغيرها من صحف دار الهلال مثل مجلة الدنيا المصورة ومجلة النيل وغير ذلك من المجلات التي كانت تظهر في ذلك الوقت. وقد رأينا أن جريدة الأهرام كانت أولى الصحف التي عنيت بفن التصوير الصحفي والاهتمام بالصورة الصحفية، وكانت أول صورة تظهر في صحافتنا يوم ٤ مايو سنة ١٨٨١ لفرديناند دي ليسبس ومعه طفلته على العمودين الأول والثاني من الصفحة الأولى من جريدة الأهرام. وتوسعت صحيفة الجريدة في نشر الصورة ابتداء من سنة ١٩٠٨، ثم تنافست الصحف في نشر أخبار الحرب العالمية الأولى مدعمة بالخرائط والرسوم؛ وخاصة المقطم والأهرام.

وأخذ فن التصوير يتطور تطورا عظيما فظهر من مشاهير المصورين زخاري وميشيل نظر ومصرف ورياض إبراهيم وغيرهم. وقد نجح المصور ميشيل نظر نجاحا باهرا لأول مرة في الكشاف حوالي سنة ١٩٢٧ ثم انتقل إلى دار الهلال وظل يعمل بها حتى سنة ١٩٣١، كما اشتغل ابتداء من سنة ١٩٣٢ بجريدة الأهرام حتى تركها سنة ١٩٤٦ إلى شركة الإعلانات الشرقية. وقد كان

<<  <   >  >>