يعثر على أثر لها بعد ذلك، وكان الكمبيوتر غول مخيف لا يمكن السيطرة عليه، وبات من المستحيل استرجاع المواد التي دخلت في تلافيف الكمبيوتر كما رويت حكايات طريفة عن رسائل مضحكة موجهة من الرئيس الأمريكي رونالد ريجان تبدأ بعبارة: عزيزي السيد يونايتيد برس، وخطاب موجه إلى صحيفة نيويورك تيمس وقد جاء في ديباجته: السيدة نيويورك تيمس، وهي أقرب ما تكون إلى النكت المضحكة.
وفي البداية كانت معظم التحولات مركزة في مجال الإنتاج، وبالذات في عملية تحويل النصوص المكتوبة إلى حروف طباعية، ولعل ذلك راجع إلى أن عملية الإنتاج هي أكثر العمليات تكلفة.
وهناك أيضا عامل الاقتصاد في الوقت إلى جانب الاقتصاد في النفقات فكان لا بد من دخول الكمبيوتر في مجال استقاء الأخبار وتحريرها وإعداد الصحف وإخراجها أيضا.
وتصدر الآن المؤلفات والمعلومات حول تطوير العمل الصحفي باستخدام الكمبيوتر بمعدل ٢٠٠ صفحة في الدقيقة من جميع أوقات الليل والنهار. إنها الثورة الصناعية الثانية أو الثورة الإلكترونية التي تكتسح العالم الحديث مقدمته مجال الصحافة والإعلام، وقد أصبح لزاما على الصحفي الحديث أن يلم بخطوات العمل وطبيعة الأداء الإلكتروني، إلى جانب الدراية الكاملة بأجهزة الكمبيوتر واستخدامها وخصائصها وتطبيقاتها في أقسام الأخبار والتحرير والجمع والإخراج والطباعة حتى تخرج الصحيفة إلى السوق، بل إن الكمبيوتر يعطينا معلومات مهمة وجوهرية عن التوزيع والإعلان ومدى تقبل القراء للموضوعات الصحفية.
التحكم الذاتي:
إن عملية المعالجة الإلكترونية بالتحكم الذاتي أصبحت تشمل العمل الصحفي من بدايته إلى نهايته، ابتداء بجلب الأخبار وكتابتها وتحريرها، وإعداد الموضوعات والمقالات والصور والتحقيقات، وحتى عمليات التصحيح واختيار العناوين والعناوين الفرعية واختيار أحجام حروف الطباعة وعرض الأعمدة وضبط نهايات السطور.