وهكذا نرى أن النظام الإلكتروني الحديث يجمع كافة مراحل العمل الصحافي من كتابة ومراجعة وتصحيح في مرحلة أساسية واحدة.
وبطبيعة الحال تصادف هذه الطرق الحديثة معارضة شديدة من الصحفيين التقليدين الذين يصفون العاملين في مجال الصحافة الحديثة بأنهم "عيال الكمبيوتر" كما يقال إن الشاشة تؤذي العين بالأشعة الضارة، مع أن نظام الجمع والتحرير والتصحيح في مرحلة واحدة يعد بلا شك تطويرا أساسيا في الإنتاج الصحفي.
وفي بعض الدول التي تسمح بتكوين النقابات العمالية في مهنة الصحافة، يجد التحديث معارضة شديدة من النقابات لأن هذه التقنيات قد تؤدي إلى فصل العمال والاستغناء عنهم، ولكن هذه المشكلات تجد طرقا كثيرة لحلها مثل إعادة تدريب العمال على الأجهزة الجديدة، وكذلك إنهاء خدمات العمال بشكل عادي عند التقاعد.
ومن الثابت أن النظام الإلكتروني الجديد يعطي للصحافة مجالا طيبا لرصد المعلومات ومعالجتها ووضعها في جداول مرتبة ترتيبا منطقيا. ولا سيما في ظروف الانتخابات والامتحانات، فقد انتهى عصر الأوراق والبطاقات والملفات، وحتى الأفلام الصغيرة للغاية "الميكروفيلم" ليحل محلها أسلوب الأشرطة والأسطوانات الحاملة للمعلومات.
المكتبات والمعلومات:
لقد كانت مكتبات الصحفي تتكون من صفوف فوق صفوف وأكوام فوق أكوام من المعلومات المرصوصة في دواليب مليئة بالملفات والمظاريف المكتظة بالقصاصات والصور والأكلشيهات الخاصة بالموضوعات والشخصيات، ومعظمها قديمة وغير مفهرسة فهرسة جيدة. ونتيجة لذلك تصبح الفائدة المرجوة من هذه الخزائن محدودة وبطيئة إذا ما قورنت باستخدام الأجهزة الإلكترونية التي تساعد على سرعة التخزين والمعالجة والاسترجاع للمواد الصحفية.