مقابلتنا سوى من لا معوّل عليه وانما هو ممن يجيّش فارسا وراجلا سبعون الف رجل ثم نتبع ذلك بوصف احد ايّام الغزوات ليكون علم ذلك محصّلا محفوظا فنقول ان اجهدها مما يعرفه اهل الخبرة من الثغريّين ان تقع الغزاة التى تسمّى الربيعيّة لعشرة ايّام تخلو من ايار بعد ان يكون الناس قد اربعوا دوابّهم وحسنت احوال خيولهم فيقيمون ثلثين يوما وهى بقيّة ايار وعشرة من حزيران فانهم يجدون الكلأ فى بلد الروم ممكنا وكأنّ دوابّهم ترتبع ربيعا ثانيا ثم يقفلون فيقيمون الى خمسة وعشرين يوما وهى بقيّة حزيران وخمسة من تموز حتى يقوى ويسمن الظهر ويجتمع الناس لغزو الصائفة ثم يغزون لعشر تخلو من تموز فيقيمون الى وقت قفولهم ستين يوما، فاما الشواتى فانّى رايتهم جميعا يقولون ان كان لا بدّ منها فليكن مما لا يبعد فيه ولا يوغل وليكن مسيره عشرين ليلة بمقدار ما يحمل الرجل لفرسه ما يكفيه على ظهره وان يكون ذلك فى آخر سباط فيقيم الغزاة الى ايّام تمضى من اذار فانهم يجدون العدوّ فى ذلك الوقت اضعف ما يكون نفسا ودوابّ ويجدون مواشيهم كثيرة ثم يرجعون ويربعون دوابّهم يتسابقون ولنبدأ بذكر ما يليها من الشمال فنأخذ ذات اليمين حتى نأتى على اطراف المملكة ووراء الثغور حتى نعود الى حدود الروم من جهة الغرب فنقول ان حدّ الخزر من ارمينية الى خوارزم من خراسان وكان انوشروان بن قباذ لمّا ملك بنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ومدينة الباب والابواب بارمينية وانّما سمّيت ابوابا لانها بنيت على طرق فى الجبل واسكن ما بنى من جنده قوما سمّاهم