السياسجيّين ثم لمّا خاف عادية الخزر كتب الى ملكهم يسئله الموادعة والصلح وان يكون امرهما واحدا وخطب ابنته ليؤنسه بذلك واظهر له الرغبة فى مصاهرته وبعث اليه بابنة كانت فى قصره نبنّت بها بعض نسائه وذكر له انها ابنته وهدى الخزرىّ اليه ابنته ثم قدم عليه فالتقيا بموضع يعرف بالبرشلية وتنادما ايّاما فأنس كلّ واحد منهما بصاحبه واظهر برّه واكرامه ثم ان انوشروان تقدّم الى جماعة من ثقاته وخاصّته ان يكبسوا طرفا من عسكر الخزرىّ ويحرقوا فيه فلمّا اصبح شكا ذلك الى انوشروان فأنكر ان يكون علم بشىء منه ولمّا مضت له ليال امر انوشروان اصحابه بمعاودة ما كان منهم فلمّا فعلوا ضجّ الخزرىّ من فعلهم حتى رفق انوشروان به واعتذر اليه فقبل وسكن ثم ان انوشروان امر بطرح النار فى ناحية من عسكره فوقعت فى الاكواخ التى اتّخذت من الحشيش وعيدان الشجر فلمّا اصبح انوشروان ضجّ الى الخزرىّ فقال كاد اصحابك ان يذهبوا بعسكرى ويهلكوه ولقد كافأتنى بالظنّة فحلف له انه لم يعلم بما جرى فقال له انوشروان يا اخى ان جندك وجندى قد كرهوا صلحنا لانقطاع ما انقطع عنهم من المسير فى الغارات التى كانت تكون بيننا ولست آمن ان يحدثوا احداثا تفسد قلوبنا بعد تصافينا وتخالصنا حتى نراجع العداوة بعد الصهر والمودّة والصواب ان تأذن لى فى بناء حائط يكون بينى وبينك نجعل له بابا فلا يدخل الينا من عندك الّا من اردنا فاجابه الى ذلك وانصرف الخزرىّ راجعا واقام انوشروان لبناء الحائط فبناه وجعله من قبل البحر بالصخر والرصاص وجعل عرضه ثلثمائة ذراع الى ان الحقه بالجبال وامر بحمل الحجارة فى السفن وان