للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصين فى مقدّمته والاسكندر فى عظم المعسكر فى اثره فخرج صاحب الصين اليه فى عشرة عساكر فى كلّ عسكر مائة الف وبعث الى الاسكندر يذكر له ما بلغه عنه من الوفاء وكرم الفعل وانه لم يسعه قتاله مع هذه الحال وانه لو اراد ذلك ما عجز عنه فسأله ان يأمر بما يريده حتى يمتثله فاجابه الاسكندر وامره ان يحمل عشر ارضه على حسب ما فعل فى غيرها من سائر البلاد وانه ان لم يفعل استعان الله عليه ولم يهله كثرة عدده لان الله قادر على نصرة القليل على الكثير وبعث اليه بهذا الجواب مع جماعة من الفرس والهند وامرهم ان يعرفوه ما كان من عدله فى بلادهم وجميل فعله فيهم وحسن صنيعه اليهم فردّ ملك الصين الجواب بالطاعة ويسئل ان يقبل منه فيما يؤدّيه من عشر بلاده وصلحه عنه الحرير والفرند وغيره من الآلات فرضى الاسكندر بذلك وقبله منه وكان ما فارقه عليه الف الف فرندة والف الف سرقة حرير وخمس مائة الف كيمخاوة وعشرة آلاف سرج بركبها ولجمها وسيورها وسائر ادواتها والف الف منا فضّة وأدّى ذلك، واقام الاسكندر فى ارضه حتى بنى مدينة سمّاها برج الحجارة وجعل فيها من الفرس خمسة آلاف رجل رابطة رأس عليهم صاحبا له يعرف بنوكليديس وسار من الصين آخذا فى جهة الشمال وصاحب الصين معه حتى انتهى الى ارض شول ففتحها وبنى بها مدينتين احداهما شول والآخرى خمدان وامر صاحب الصين ان يسكن خمدان بجنوده وان يجعل من اصحابه رابطة بشول ثم سار متوجّها الى ترك البرّيّة حتى فتحهم ودوّخهم وبلغه عن قوم لهم عدد جمّ من هؤلاء الاتراك ناحية المشرق من جهة الشمال انهم مفسدون فى الارض فاستشار صاحب الصين فيهم فاخبره انه لا غنيمة عندهم غير المواشى والحديد وانه يحيط بهم من ناحية الشمال البحر الاخضر الذي لا مجاز فيه

<<  <   >  >>