للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكرنا بلدهم واحوالهم لما تقدّم من شرطنا ان نذكر الامم المطيفة ببلاد الاسلام والامم المخالفة لهم واما التبت منهم فانه يمنة بلاد التغزغز فى جهة الجنوب وكان ذو القرنين لمّا ظفر بفور ملك الهند وقتله اقام ببلد الهند سبعة اشهر وبعث منه جيوشا الى تبت والصين فوفد عليه بعض من انفذه فاعلمه ان سائر ملوك المشرق قد اجمعوا على الدخول فى الطاعة وان يؤدّوا اليه الاتاوة لمّا عرفوا ظفره بدارا وفور ملكى الفرس والهند وعدله وحسن سيرته فخلّف على ارض الهند من وثق به فى ثلثين الفا وسار حتى اتى بلاد التبت فخرج اليه ملكهم فى طراخنته مسلّما اليه وقال له بلغنى عنك ايّها الملك من العدل والوفاء مع الظفر بمن ناواك ما علمت به ان امرك كلّه من الله واحببت ان اجعل يدى فى يدك ولا اروم مدافعتك عن شىء تريد ولا قتالك فان الذي يقاتلك ويغالبك انما يغالب امر الله ومغالب امر الله مغلوب فانا وقومى والملك الذي فى يدى لك فمر فى جميع ذلك بما شئت فردّ عليه الاسكندر جميلا وقال له من عرف حقّ الله فقد وجب علينا حقّه وارجو ان تجد عندنا من العدل والوفاء ما ترضى به واسترشده الى ترك البرارىّ لانّ ترك المدن قد كانوا دخلوا فى طاعته وسار بين يديه وعرض عليه هدايا فاباها ولم يزل يعاوده حتى اجاب الى قبولها فحمل اليه اربعة آلاف وقر حمار ذهبا ومثلها مسكا فاعطى عشر المسك لروشنك بنت دارا ملك الفرس امرأته وقسم سائره على اصحابه وجعل الذهب فى بيت ماله فقال له ملك التبت فى ان يقدّمه فى جيوشه الى الصين فامره الملك باستخلاف ابنه على مملكته فاستخلف مدابيك ابنه فى ارضه بعده وضمّ اليه الاسكندر صاحبا له فى عشرة آلاف وسار الى

<<  <   >  >>