غاراتهم الى ان غلبت عليهم الترك وملك ارضها ملك منها يدعى صول ثم فتحها المسلمون ومعظم الترك فى الثغر الذي بخراسان ويسمّى نوشجان وهو وراء سمرقند فى المشرق بنحو ستين فرسخا نحو الشاش وفرغانة وهو اوائل مسالح الخرلخيّة الى حدّ كيماك ومن هذا الثغر الى مدينة التغزغز مسيرة خمسة واربعين يوما فى برارىّ فيها عيون وكلأ عشرون يوما ثم قرى كبار خمسة وعشرون يوما واكثر اهل تلك القرى مجوس ومنهم زنادقة ومن مدينة التغزغز بحيرة حولها قرى وعمارات متّصلة ولها اثنا عشر بابا من حديد ويحفظها اتراك كلهم والغالب عليهم الزندقة وبين نوشجان الاعلى وبين بلد الشاش اربعون مرحلة للقوافل ولمغذّ السير ثلثون يوما ونوشجان الاعلى اربع مدن كبار وخمس صغار ومقاتلة نوشجان فى مدينة واحدة على شطّ بحيرة وهم عشرون الف رجل بديوان وليس فى الاتراك اشدّ منهم وهم يحسبون عشرة بازاء مائة من الخرلخيّة والجيرة التى عليها مدينة التغزغز من بعد يحفّ بها الجبال، فاما بلاد كيماك فانها من طراز مدينة نوشجان الاسفل التى قلنا انها وراء سمرقند بخمسة وستين فرسخا يسرة عنها وفى جهة الشمال وبينها وبين طراز مسيرة ثمانين يوما فى صحارى وبرارىّ واسعة كثيرة الكلأ والعيون وليس يكاد المسلمون يغزون الترك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - تاركوا الترك ما تركوكم وانما