للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثيًّا إلاَّ لاعتباراتٍ صرفيَّةٍ.

ووافقهم الدُّكتور سلمان العانيُّ في تعريف التَّضعيف بأنَّه "إطالة الأصوات المتمادَّة، وقَفْلٌ أطولُ في الوقفيَّات"١.

والحروف المضعَّفة عند (كانتينو) "هي الَّتي يمتدُّ النُّطق بها، فيضاهي مداها مدى حرفين بسيطين تقريباً، وتُرسم هذه الحروف عادةً في الأبجديَّة الأوروبِّيَّة بحرفين متتابعين: ب ب (bb) م م (mm) "٢.

وأخذ برأيهم الدُّكتور رمضان عبد التَّوَّاب بقوله: "إنَّ ما نعرفه باسم الحرف المشدَّد، أو الصَّوت المضعَّف ليس –في الحقيقة- صوتين من جنس واحدٍ؛ الأوَّل ساكنٌ، والثَّاني متحرِّكٌ؛ كما يقول نحاة العربيَّة؛ وإنَّما هو في الواقع صوتٌ واحدٌ طويلٌ؛ يساوي زمنه زمن صوتين اثنين"٣.

وهذا الَّذي قالوه لم يكن خافياً على القدامى؛ فقد كان ابن جِنِّي يرى أنَّ "الحرف لمَّا كان مُدْغَماً خَفِيَ؛ فنبا اللِّسان عنه وعن الآخر بعده نبوةً واحدةً؛ فجريا لذلك مجرى الحرف الواحد "٤. ورُويَ عن الزَّمخشريِّ٥ وغيره٦ نحوه.

وعلى الرّغم من ذلك فإنَّ القدامى كانوا يفرِّقون بين وصف


١ التشكيل الصوتي١١٩.
٢ دروس في علم أصوات العربيَّة ٢٥.
٣ المخل إلى علم اللُّغة٩٧.
٤ الخصائص١/٩٢.
٥ ينظر: الفلاح في شرح المراح٩٨.
٦ ينظر: بغية الآمال١١٥، وشرح المراح٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>