للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثاني: أثر التداخل في بناء معاجم القافية]

[(تمهيد) التداخل الذي لا يضر ببناء معاجم القافية]

...

(تمهيد) التّداخل الّذي لا يضرّ ببناء معاجم القافية:

لتداخل الأصول اللّغويّة أثر بالغ في بناء معاجم القافية؛ وليس غريباً أن يكون الأثر غير محمود؛ لأنّ معاجم القافية تقوم - في ترتيبها - على الأصول.

ويأخذ هذا الأثر ثلاث صور:

الأولى: وضع الكلمة في غير موضعها.

الثّانية: وضع الكلمة في موضعين أو أكثر.

الثّالثة: تضخيم حجم معاجم القافية.

ويجدر بنا - في هذا التّمهيد - التّنبيه على أنّ ثمّة نوعاً من التّداخل لا يضرّ ببناء معجم القافية. ولعلّ السّبب الرّئيس في ذلك أنّ هذا النّوع من التّداخل لا يعدو أن يكون تداخلاً بين الأوزان فحسب؛ فلا يترتّب عليه تداخل في الأصول؛ وهو - بتعبير آخر - أن تحتمل الكلمة غير وزنٍ؛ مع بقائها على أصل واحدٍ؛ لا يتأثّر بتعدّد الأوزان أو تداخلها.

ومن ذلك تداخل (فَعَوْعَل) و (فَعَلْعَل) في ((المَرَوْرَاة)) وهي: الأرض، أو المفازة؛ الّتي لا شيء فيها؛ وهي - عند سيبويه - من باب (فَعَلْعَل) بمنْزلة ((صَمَحْمَحٍ)) ولم يحملها على ((عَثَوْثَلٍ)) لأن مثل ((صَمَحْمَحٍ)) أكثر١.

وحملها الجوهريّ على (فَعَوْعَلَة) ٢ فهي - عنده - من باب ((عَثَوْثَلٍ)) .


(١) ينظر: الكتاب ٤/٣٩٤.
(٢) ينظر: الصِّحاح (مرا) ٦/٢٤٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>