للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجلّ: {فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} ١.

وهو يحتمل الأصلين:٢

يجوز أن يكون الأصل (ول ي) من: وَلِيَ يَلِي؛ وأصله (تَوْلِيُوا) ثمّ حذفت الواو؛ وهي فاء الفعل؛ لاعتلالها، ووقوعها بين ياءٍ وكسرةٍ؛ نحو: يَعِدُ ويَزِنُ: فصار (تَلِيُوا) فحذفت الضّمّة استثقالاً من على الياء؛ فالتقى ساكنان؛ فحذفت الياء، ثمّ ضمّ ما قبل الواو.

ومعناه من: الوِلاية؛ أي: ولاية الأمر؛ وهو ضدّ الإعراض عنه؛ من قولك: وَلِيْتُ الحكمَ والقضاءَ بين الرّجلين. والمعنى يؤيّد هذا الأصل؛ فدليل حمله على: وَلِيَ – أنّ بعده (أو تُعْرِضُوا) فهو نقيض: تَلُوا؛ لأنَ ولاية الشّيء: الإقبال عليه، ونقيضه: الإعراض عنه، فإنّما قيل لهم: "وإن تَلُوا الأمر فتعدلوا فيه أو تعرضوا عنه فلا تَلُوه، ولا تعدلوا فيه إن وليتموه، فإنّ الله كان بما تعملون خبيراً"٣، فيجازى المحسن المقبل بإحسانه، ويحاسب المعرض على إعراضه.


١ سورة النساء: الآية ١٣٥.
٢ ينظر: معاني القرآن للفرّاء ١/٢٩١، ومعاني القرآن وإعرابه ٢/١١٨، ١١٩، والقراءات وعلل النّحويّين فيها ١/١٥٥، والكشف ١/٣٩٩، والحجّة في القراءات السّبع ١٢٧، والحجّة للقراء السّبعة ٣/١٨٥، والتّبيان ١/٣٩٨، وإبراز المعاني ٤٢٣.
٣ الكشف ١/٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>