للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختاره الزّجّاج١؛ وهو الرّاجح. وعلى ما تقدّم يكون معنى {إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} على التّرادف، ويكون معناهما على اختيار الأصل الآخر - أعني (ول ي) على التّضادّ، وكلاهما صحيحٌ في السّياق العامّ للآية، ومقبولٌ عند المفسّرين وأهل اللّغة؛ خلا الأخفش٢؛ فإنّه جعل هذه القراءة لحناً؛ إن قدِّر هذا الأصل؛ أعني (ل وى) والأمر خلاف ما ذهب إليه؛ فالقراءة صحيحة؛ لأنّها سبعيّةٌ، وقد اتّفق عليها اثنان منهم؛ وهما: عبد الله بن عامرٍ، وحمزة بن حبيب الزّيَّات.

ومن التّداخل في اللّفيف بين (ح ي ي) و (ي ح ي) في (يَحْيَى) عَلَم لرجلٍ؛ وهو اسم النّبيّ يحيى - عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام - فهو يحتمل الوجهين:

أن يكون من (ح ي ي) فيكون على وزن (يَفْعَلُ) موازناً للفعل٣، ومشتقّاً من الحياة.

وهو يحتمل أن يكون عربيّاً أو أعجميّاً٤، كما أنّه ممنوعٌ من الصّرف، وليس في ذلك دليلٌ لأحدهما على الآخر؛ فإن كان عربياًّ فمنعه من الصّرف للعَلَمِيَّة ووزن الفعل، وإن كان أعجمياً فذلك للعلمية


١ ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/١١٨.
٢ ينظر: معاني القرآن ١/٢٤٧، ٢٤٨.
٣ ينظر: الكشف ١/٣٥٩، والتّبيان ١/٢٥٧، والمساعد ٤/٦٩.
٤ ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/٤٠٦، والكشف ١/٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>