للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَأَنّ رَحْلِي وَقَدْ زَالَ النَّهَارُ بِنَا ... بِذِي الجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ١

وقولهم (مَوْحَدٌ) يدلّ على أصالة الواو، ولو كانت الهمزة أصليّة لقالوا: (مَأْحَدٌ) ؛ مثل: مَأْخَذٍ من: أَخَذَ، ومَأْكَلٍ من: أَكَلَ، قال الشّاعر:

ولَكِنّمَا أَهْلِي بِوَادٍ أَنِيسُه ... سِبَاعٌ تَبَغَّى النَّاسَ مَثْنى ومَوْحَد٢

ويجوز أن يكون أصله (أح د) وهو بعيد؛ يردّه ما تقدّم، ولا يجوز أن يُقال: إنّ (الواحد) لا دليل فيه؛ إذ يجوز أن يكون أُبدل من الهمزة واو؛ فراراً من اجتماع الهمزتين٣؛ وهو ثقيل كما تقدّم؛ فيكون أصله حينئذ (آحِداً) لأنّ ذلك غير مألوف في العربيّة؛ ألا تراهم لم يقولوا في: الآكِل والآمِل والآمِن والآسِر، ونحو ذلك: الواكل والوامل والوامن والواسر. وعلى الرُّغْم من ذلك فقد وضعه أكثر المعجميّين في الأصلين، ومنهم: الجوهريّ٤ وابن منظور٥ والفيروزآباديّ٦.


١ ديوانه ١٧، وينظر: الزّينة ٢/٣٦، واشتقاق أسماء الله ٩١.
٢ هو ساعدة بن جؤّيّة الهذلي. ينظر: شرح أشعار الهذليين ٣/١١٦٦، والزّينة ٢/٣٦.
٣ أعني الهمزة والألف.
٤ ينظر: الصحاح (أحد) ٢/٤٤٠، و (وحد) ٢/٥٤٨.
٥ ينظر: اللسان (أحد) ٣/٧٠، و (وحد) ٣/٤٤٦.
٦ ينظر: القاموس (أحد) ٣٣٨، (وحد) ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>