وهي مرحلة المعاجم المجنسة المطولة، وتُعدُّ امتداداً طبعياً لما قبلها؛ فقد نهض جماعة من العلماء بعبءِ تصنيف ما وقفوا عليه من رسائلَ لغوية، ومعاجم مطولة في المعاني والموضوعات؛ ليسهل على القارئ الرجوع لمبتغاه فيها. على أنّ ما يعكِّرُ صفو هذا التسلسل المطّرد أن رائد المعجم العربي –بعامة- ومعاجم الألفاظ -بخاصّة- الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥هـ) قد سبق مرحلته؛ بل سبق المرحلة التي قبلها. ويمكن توجيه ذلك بأن عمل الخليل كان طَفْرَةً في التفكير المعجمي؛١ سبقت زمنها؛ بدليل الفجوة الزَّمنية بينه وبين صُنَّاع معاجم الألفاظ؛ كابن دُريد (ت ٣٢١هـ) في (جمهرة اللغة) والقالي (ت ٣٥٨هـ) في (البارع) والأزهري (ت ٣٧٠هـ) في (تهذيب اللغة) والصاحب بن عباد (ت ٣٨٥هـ) في (المحيط) والجوهري (ت ٣٩٣هـ) في (الصحاح) وابن فارس (ت ٣٩٥هـ) في (مجمل اللغة) و (مقاييس اللغة) وابن سيدة (ت ٤٥٨هت) في (المُحكم) . وهي طَفْرَة تناسب عقلية الخليل وخَيَاله الخَصب.