للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي على هذا الأصل - أعني (س ر ر) - (فُعْلِيَّة) والياء فيها للنسب.

ومن ذلك تداخل (د س ي) و (د س س) في قوله - عز وجل: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} ١ أي أخفاها؛ وهو يحتمل الوجهين، على اختلاف بينهم.

فمذهب الجمهور٢ أن الأصل (د س س) وأن الألف في (دَسَّاها) مبدلة من سين؛ كراهية اجتماع ثلاث سينات في (دسسها) كما قالوا: تَظَنَّيْتُ من: الظّنّ، وتقضّينا أي: تقضّضنا من (تَقَضَّض البازي) إذا أسرع في طيرانه، وهوى منقضا على فرسيته، والأصل: (دَسَّيَهَا) بالإبدال ياء، ثم قلبت الياء ألفاً؛ لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.

وذهب الخليل إلى أنّ أصله (د س و) من (دَسَا يَدْسُو دُسُوًّا ودَسْوَةً، وهو نقيض زكا يزكو زكاء وزكاة؛ وهو داسٍ لا زاك) ٣. وبهذا فَسَّره أبو جعفر النّحّاس٤.

ورُوِي عن ابن الأعرابيّ٥ أنه قال: دَسَا: إذا استخفى.


١ سورة الشّمس الآية ١٠.
٢ ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/٢٦٧، ومجاز القرآن ٢/٣٠٠، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/٣٣٢، والتّهذيب ١٣/٤١، وإعراب ثلاثين سورة ١٠٢، والتّبيان ٢/١٢٩٠، وعمدة الحفّاظ ١٧٥.
٣ العين ٧/٢٨٣.
٤ ينظر: إعراب القرآن ٥/٢٣٧.
٥ ينظر: التّهذيب ١٣/٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>