للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقي على أبي عمر أنَّ الزّيادة جرت في المصدر جريها في الفعل والعلّة في الموضعين واحدة، وكذلك الطُّمَأنِينَةُ ذات زيادة؛ فهي إلى الإعلال أقرب"١.

وفي الحقّ أنّ ما ذكره ابن جنّي في الاحتجاج لسيبويه، وإضعاف رأي الجرمي، من الممكن نقضه ألا ترى أنّه أقام دليله وحجّته على أساس أنّ العرب لم تقل (طَمْأَنَ) البتّة٢ بل قالت: (اطْمَأَنَّ) في حين أنَّ الأمر بخلاف ذلك؛ فقد روى أئمّة اللّغة (طَمْأَنَ) بإزاء (طَأْمَنَ) .

قال الفارابِيُّ: "طَأْمَنَ ظهره، وطَمْأَنَ، بمعنى"٣.

وقال الجوهريُّ: "طَمْأَنَ ظهره وطَامَنَه بمعنى، على القلب، وطَأْمَنت منه: سَكَّنْتُ"٤.

ونقل نحو ذلك جماعة؛ منهم السَّرقُسْطِيُّ٥، وابن منظور٦،


١ الخصائص ٢/٧٥.
٢ ينظر: المنصف٢/١٠٤.
٣ ديوان الأدب٤/٢٤٥.
٤ الصحاح (طمن) ٦/٢١٥٩.
٥ ينظر: الأفعال٣/٢٨٤، والسّرقسطيّ هو: أبو عثمان سعيد بن محمّد المعافريّ السّرقسطيّ؛ المعروف بابن الحدّاد، وهو من أئمة اللّغة والنّحو في زمانه، توفي بعد (٤٠٠هـ) ومن مصادر ترجمته: الصِّلة١/٢١٣، وبغية الوعاة١/٥٨٩، وكشف الظّنون١/١٣٣.
٦ ينظر: اللِّسان (طمن) ١٣/٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>