للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- القلب المكانيّ:

القلب في اللّغة: تحويل الشّيء عن وجهه، ومنه: قلب الشّيء، وقَلَّبه: حَوَّله ظهراً لبطنٍ، وَقَلَبَ رَدَاءَه: حَوَّله١.

والقلب المكانيّ في اصطلاح اللّغويّين: هو حلول حرفٍ مكان حرفٍ في الكلمة المفردة بالتّقديم والتّأخير: مع حفظ معناها٢.نحو: اضْمَحَلَّ وامْضَحَلَّ، وعميق ومَعِيقٍ؛ وسحابٍ مُكْفَهِرٍّ ومُكْرَهِفٍّ، وقَافَ الأثرَ وقَفَاه٣. وهو سماعيٌّ؛ يحفظ ولا يقاس عليه؛ كما قال ابن عصفورٍ٤ وهو رأي الجمهور.

ولم يكن القلب المكانيّ محلّ اتّفاق عند العلماء؛ فقد اختلفوا فيه؛ وتفاوتت أدلّتهم في معرفة الأصل من المقلوب، ولاتكاد تخرج آراؤهم في القلب عن ثلاثةٍ:

١- قبول القلب بشكلٍ مطلقٍ.

٢- إنكاره.

٣- قبوله مقيّداً بوجود الدّليل.

أمّا الأوّل فهو مذهب كثيرٍ من أهل اللّغة؛ إذ تلقّوا القلب المكانيّ بالقبول، وكانوا يرون أنّ لكلّ مثالٍ أصلاً وفرعاً؛ ووافقهم على ذلك


١ ينظر: الصّحاح (قلب) ١/٢٠٤، ٢٠٥، والتّاج (قلب) ١/٤٣٧، ٤٣٨.
٢ ينظر: ظاهرة القلب المكاني في العربيّة٣٠١، واللهجات العربيّة في التّراث ٢/٦٤٧.
٣ ينظر: المزهر ١/٤٧٦.
٤ ينظر: الممتع ٢/٦١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>